أوجه رسالتي بكل وضوح وانفتاح إلى فخامة رئيس اليمنيين المنتخب/ عبدربه منصور هادي المتفق عليه بين كافة شرائح ومكونات المجتمع اليمني إليه أوصل رسالتي الملطخة بالدم والمغطاة بلحوم مسمومة ينهشها مارقون ويسفكها ظلمة جائرون استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم دين الله فضلوا وأضلوا وسعوا في الأرض مفسدين مهلكين في ذلك الحرث والنسل لا يراعون في النفس البشرية إلاً ولا ذمة, إنهم الحوثيون الذين قتلوا في الأمس ويقتلون اليوم.
أوجه رسالتي الحارة المليئة بالدموع إليه كونه أباً رحيماً وسياسياً لا يستهان به, أقول له إن كان لك سلطة عليهم, اعني الحوثيين, فعليك إن تغار للدماء التي سفكتها أيديهم وان تحكم بالعدل وان لا تغمض عينيك وكأن شيئا لم يحدث, وإذا لم تكن لك سلطة عليم فيتوجب عليك فورا إن تتحرك إلى مجلس النواب وتقدم استقالتك كون المصيبة تتفاقم وحينها يعي ويدرك الشعب اليمني كيف يثأر لدماء أبنائه فالوضع الجاري يؤرق الجبين ويورث الحزن والأنين ولا نكاد ننهي صراع حتى يفتح الحوثيون جبهة أخرى, فمن دماج صعده إلى رضمة إب, ثم إلى عمران يصولون ويجولون مستعرضين, رغم أنهم غثاء لو وجدت جبهة مكافئة لنسي اليمنيون أنه كان على أرضهم حوثيون ولازالت الدماء تسيل والجروح غائرة والمعاناة مستمرة وتظل دماج الصمود مرمى لنيرانهم الإيرانية التي لم ترحم صغيراً أو كبيراً, بل لم تفرق بين رجل وامرأه وكأنه لا دولة ولا رئيس للجمهورية مفوض لحقن الدماء الطاهرة الزكية, بل هو ما زاد من معاناتهم في الوقت الذي لازالوا يتشدقون بولي الأمر, بينما لم يكن من ولي الأمر إلا أن تركهم رهن مدافع الحوثيين التي لا ترحم.
إنني اكتب هذه الكلمات وينتابني أسى عميق يقطعني على أحوال البسطاء من اليمنيين الذين هم هدف نيران الحوثيين واذكر الرئيس هادي بأن الحوثيين لم يكونوا اقل خطر من تنظيم القاعدة بل وليسوا اكثر قوه بل كل ما يتكئون عليه الكذب والتقيه كأسيادهم في ايران التي تهدد وتتوعد مع العلم أنها لو هددت قطيعا من الأغنام ما استمعوا إليها ولكنها سياسة فاشله تندثر عندما تواجه بالقوة وعلى الرئيس هادي أن يتخذ ذلك الخيار تلبية لمطلب تلك الأم التي شاهدت حفيدها وعائلها ملطخ بالدماء تلبية لمطالب من يئنون صباحا ومساء متوجعين مما أحدثه الحوثيون فيهم, مالم فإن هذه الأرض ستتحول إلى أرض داحس والغبراء, وإذا لم يكن كلامي اليوم واقعياً, فغداً يرفع السلاح وتقطع الرقاب ويشرد الآمنون من بيوتهم انتقاماً لمن يقدمون اليوم أرواحهم في سبيل وئد هذا المشروع السرطاني الذي ينهش في جسد الأمة, وعلى الرئيس هادي أن لا يعتقد أن الموضوع سينتهي عند هدف معين, كلا بل إن الوضع لن يضل كما هو عليه وسيتفاجأ الجميع حينما يتحرك اليمنيون لدحر حملة ذلك المشروع الباطل..
وسأظل أقول وأكرر إن ما يجعلنا اكثر حذراً من هؤلاء هي المأساة الحاصلة في بلاد الشام, فكلاهما يحملان نفس المشروع وكلاهما يشتهيان الدماء ولا مكان بعد اليوم للحوثيين الذين أثبتوا انهم قتله لا يروون مشروعهم إلا بدماء خصومهم.
ومن هنا أوجه رسالة أيضاً إلى الحوثيين إن كنتم ظننتم أنكم ستفلتون من العقاب فأنتم مغفلون تختبئون وراء أصابعكم وهل يزيل أثر الدم غير الدم.. فأنتم أيها الحوثيون تذهبون بقطعانكم إلى الجحيم وأنتم تعلمون جيداً أن الانتقام سيطالهم وإذا لم يكن اليوم فإن غداً لناظره قريب, فلا تظنوا أنكم ستنامون قريري العين وآخرين تغطيهم الدماء ويعيشون في العراء, فالسلاح هو لغة الحوار معكم ولهب النار هو ما سيوقفكم عند حدكم, فأنتم من نقض العهود والمواثيق كاليهود, ليس لكم عهد ولا ميثاق, كيف وقد ألزمت اللجنة الرئاسية بإيقاف إطلاق النار في دماج ثم عاودتم الإطلاق وقتلتم ودمرتم, ألستم تستحقون الأخاديد تحفر ويشعل النار فيها ثم تكونون أنتم وقودها؟, أين إسلامكم؟, أين عروبتكم؟, أين وازعكم الديني عندما تتجرؤون على سفك الدم الحرام وإزهاق الأرواح وإقلاق سكينة الآمنين؟..
لقد ذبحتم صعدة وأرقتم دماء أبنائها وأفسدتم في عمران ولكن القبائل علمتكم درس تجعلكم تراجعون دروسكم جيداً ولقد أقلقتم السكينة في كشر وسوق عاهم في محافظة حجة ولازلتم أيها القتلة تنهشون لحمها وتسفكون دمائها والأغرب من ذلك الصمت الرسمي المخزي من الحكومة ومؤسسة الرئاسة..
وعلى الحوثيين في قادم الأيام أن يقبلوا بإراقة دمائهم ونهش لحومهم, لأن الدم بالدم والهدم بالهدم والقصف بالقصف والتشريد بالتشريد وهو على المعتدي زيادة وهم من بدؤنا أول مرة.. ولذلك قبل أن ينقطع الحبل ويشتد الليل حلكه وجب على كل ذي حكمة وعقل أن يراعي حرمة الدم اليمني وعلى السياسيين أصحاب القرار أن يكون لهم بصمة في إيقاف هذه المهزلة وإيقاف العدوان على كل الذين لا يحملون السلاح وأبرز أولئك أهالي دماج الذين لم نسمع عنهم يوماً ما انهم اعترضوا أحداً أو ارتكبوا جرائم فأيديهم بيضاء لا تقبل العدوان, كونهم يحملون منهجاً راسخاً ربانياً لا يقبل أبداً أن ينال منه أو يتعدى على حدوده..
ولذلك فإن موطننا اليمن مهدد بأخطار محدقة توجب علينا أن نوطد للعيش المشترك بعيداً عن العصبيات والمذهبيات والتحزبات التي لا تجلب سوى الدم.. ونوعز إلى رئيس الجمهورية شخصياً أن يتحرك بنفسية الصالح المصلح المحب لوطنه والمتعطش لرؤيته آمناً مستقراً تحيطه المحبة والإخاء وتغدق عليه النعم والبركات, فالوطن لا يحتاج إلى مثبطين منتفعين, أصبح اليوم لا يقبل سوى الشرفاء, فالدروس قاسية والحدث جلل والمصيبة عظيمة عـند أول قطرة دم تسيل على أرض اليمن, وإذا لم تكن قياداتنا التي نتشدق بها تحت مسمى ولي الأمر أداة لحقن دمائنا فلا والياً علينا ولا أمراً لنا سوى السلاح.. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
إلى الرئيس هادي: اتق الله في (دماج- الرضمة-عمران) 1558