ثورات الربيع العربي لم تأتِ طفرة أو نتيجة غضبه شعبية عابرة وإنما أتت نتيجة معاناة طويلة ووعي تراكمي اكتسبته من عقود وعمل توعوي طويل، قام به رواد ونماذج عاشوا من أجل قضايا شعوبهم وأوطانهم وكل يوم والأحداث تزيدها وعياً..
فقد أصبحت الشعوب أكثر وعياً وإدراكاً وهي تميز بدقه بين من يعمل لصالحها ومن يستغلها ويكذب عليها وبين من يعيش لها ويضحي من أجلها وبين من يتاجر بها ويستغفلها, بينما الطغاة هم أنفسهم لم يتعلموا من الدهر وتقلباته ولم يرتقوا بفهمهم ووعيهم, كما ارتقت شعوبهم وما زالوا يتعاملون مع الشعوب بنفس الطرق والأساليب القديمة وافتقدوا القدرة على مواكبة العصر ومواكبة شعوبهم.. فثورات الربيع العربي أخرجت الشعوب من أسرها وحررتها وأعتقتها من العبودية للطغاة والسفهاء..
والذي ينبغي أن يدركه الطغاة وأتباعهم أنه لم يعد بالإمكان إذلال الشعوب أو الاستخفاف بها, لأنها لم تعد قابلة للإستحذاء ولم يعد بالإمكان الضحك عليها, فقد بلغت سن الرشد ولم يعد بالإمكان تخويفها, فقد ذاقت طعم الحرية..
ولهذا أقول للذين مازالوا يعملون بشكل خاطئ ويسلكون الطرق الملتوية للالتفاف على الشعوب: احترموها تحترمكم, اضحكوا عليها تسخر منكم وتحتقركم, فقد انتهى زمن الجماهير التي تصفق من غير وعي.
محمد هاشم الجيلاني
ثورات الربيع العربي أنهت عهد الاستخفاف بالشعوب 1448