إن المجتمع اليمني متماسك إلى أبعد الحدود فهو ليس مجتمع طوائف، ولا مجتمع قوميات، ولا مجتمع عقائد متناقضة أو متصارعة، وإن اليمنيين ليس بيئة صالحة للتعصب الديني على الإطلاق، سواء باسم الشيعة، ولا باسم السنة، وهذا التقسيم هو أعظم أكذوبة في تاريخ المسلمين، لأنه إذا كان التشيع هو محبة الرسول وآل بيته و أصحابه, فهل يوجد مسلم عاقل يكرههم أو يسئ إليهم ؟ وإذا كانت السنة هي اتباع الرسول- صلى الله عليه وسلم- وسيرته وما قاله وعمله فهل يوجد مسلم عاقل يعمل بخلاف ذلك، فتقسيم المسلمين إلى سنة وشيعة كان نتاجاً للصراع علي السلطة والثروة لا أقل ولا أكثر، وكل ما يثار الآن من محاولات فرز وتمييز اجتماعي ما هو الا عمل سياسي بامتياز، وليس سوى أوراق سياسية أوجدها ويلعبها السياسيون الذين اتخذوا هذه اللعبة تجارة للتربح ويقنعوا بها الممول، ويتاجرون بضمائر الناس، وسواء السياسيون الذين في الداخل أو الذين في الخارج، والذي سيفوت علي هؤلاء المرتزقة هو أن نعلي صوت الوطن داخل الحوار وخارجه، وأن كل هذه المشاريع ستتراجع بإذن الله..
إننا نطلب من كل الأطراف السياسية بلا استثناء بكل آرائهم وموافقهم أن كل واحد يراجع ضميره ويتقي الله في نفسه وفي وطنه، وأن يراهن على هذا الوطن، لأنه إذا أعطي أحد وطنا فلا يفسده ولا يتآمر عليه ولا يتسبب في إذلال كرامته، وأن لا نكون وكلاء عنف وقتل وكراهية وغيره، لأننا مجتمع فقير ومجتمع دؤوب، والأولى أن نبحث ونناقش حياتنا ومستقبلنا بسلام وان نحقق أهداف الحوار الوطني والله الموفق.
محمد سيف عبدالله
المراهنة علي الوطن لا غير 1179