سياسة التوافق العلمانية انحراف عن سنة أو سياسة التدافع الإسلامية، فهذه الأخيرة أوجدت الإنسان قائداً وتطلب منه الأولى أن يكون عبداً أو يرضى أن يحكمه العبيد.. وسياسة التدافع الإسلامية تحثنا على العزة والكرامة (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).. وسياسة التوافق العلمانية تخفض العالي وتعرض الحر للبيع وتبعد القريب وتقرب البعيد ولن تبني اليمن الجديد, فهل يعقل أو يقبل منطق أن يقوم بناءٌ يشترك فيه البناء والهدام أو من حددت وظيفته في هدم الوطن وعلى ذلك يقبض الثمن؟..
اشرحوا لي بكل الطرق وبكل الوسائل إن استطعتم ولن تستطيعوا ذلك؛ لأن الحياة لا تبنى على توافق الحق والباطل أو الإنسان والشيطان, بل تقوم على تدافع الاثنين وسياسة التدافع الإسلامية مثلها مثل القوانين العلمية تحتم الغلبة فيها للحق, فالبناء يقوم في حالة دفع الحق للباطل وغلبته لا بالتوافق معه ومجاراته فتلك سنة العلمانيين وليست سنة الخبير العليم .. فكيف إذاً سيبني البناء وشركاؤه في البناء الهدامون؟!, ألم يقل المثل اليمني الشعبي "مكسر غلب ألف مدار", فكيف إذا كان هناك مدار واحد مقابل ألف مكسر؟.
إن الدعوة إلى التوافق في مثل هذا سياق لا توقف البناء, بل تأتي على ما بقي من أساساته إذا اتبعنا للمتآمر مبادرات سياساته.. كانت هناك توافقات بين الحق والباطل, لكن على إجراء هدنة وليس سن سنة فما حدث في سياق صلح الحديبية أو مبادرة الحديبة سمي هدنة لا سنة.. كل ما أخشاه هو تحول مبادرة اليمن ورعاتها إلى سنة أو فرض يجبر عليها بقية دول الربيع العربي, فهي كفيلة بأن تعكس المعادلة وإسقاط كل زهور الربيع والعودة به إلى الشتاء والبقاء في برودته ما بقيت المبادرة ورُحّلت أو وئدت الثورة.
د.حسن شمسان
الهدامون لا يبنون! 1242