اليمن الكبرى، أو اليمن التاريخية: هي تلك الأرض الواقعة جنوب/ جنوب شرق/ جنوب غرب الجزيرة العربية، تمتد من الطائف وتخوم مكة شمالاً، إلى عدن في أقصى الجنوب، إلى باب المندب غرباً، إلى مضيق هرمز شرقاً، إلى تخوم كاظمة (الكويت حالياً) في الشمال الشرقي.
اليمن سميت اليمن بهذا الاسم لعدة أسباب: وجد في الكتابات السبأية القديمة ذكر اليمن بلفظ (يمنات)، وكذلك لأنها بلاد اليُمن والبركة، أي بلاد الخير الكثير الذي لا ينقطع، وأيضاً بلاد البركة لأنها اشتهرت بإنتاج جميع المواد التي تستخدم في الطقوس الدينية القديمة مثل البخور واللبان.. وغيرها قبل وبعد بناء الكعبة المشرفة، وأضيف سبب آخر هو وقوعها يمين الكعبة المشرفة.
ذكرت اليمن في الكثير من الكتب القديمة والتاريخية، منها التوراة، وكتب التاريخ الإغريقي، والروماني.. الخ ووصفت باليمن السعيد، ولم توصف أي أرض في الدنيا بهذا الوصف غيرها، لتمتعها بوفرة في المياه والخضرة، ولطبيعتها الخلابة، ولأرضها الخصبة التي باركها الله، ولأنها أرض لمعظم الأنبياء، وأنصار الأنبياء، ولتعدد حضاراتها المهمة في تاريخ البشرية، ولدورها وبيوتها وقصورها الفخمة، ولجسارة وقوة شعبها الذي صنع من الجبال قصوراً شامخاً، ومدرجات زراعية في قمم الجبال الشاهقة.
• تعتبر اليمن - بحسب الكتب التاريخية المختلفة، وبحسب ما توصل له العلم مؤخراً- الموطن الأول للجنس البشري على الأرض، ونقطة التجمع والانطلاق الأولى للهجرات البشرية.
تعتبر اليمن أرض العرب الأولى، والشعب اليمني هو أصل الجنس العربي، واليمنيون هم أول من تكلم باللسان العربي، فقبائل اليمن الشهيرة (عاد، وثمود، وطسم، وجديس، وجرهم، والعمالقة، وأُميم .. وغيرها) هي قبائل العرب القديمة التي انتشرت في الجزيرة العربية، والعراق، والشام، ومصر، وشمال إفريقيا، والقرن الأفريقي .. وغيرها وظهر منها العرب العاربة قبائل قحطان والعرب ( المستعربة ) قبائل عدنان ، ومن يعتقد أن عدنان مستعرب فهو خاطئ لأن عدنان يعود إلى قبائل العرب القديمة التي قدمت من اليمن، لذلك فإن عدنان عربي يمني، وبالتالي فإن نبي الله إبراهيم عليه السلام عربي وليس أعجمي، وبالتالي فإن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام عربياً وليس له أي أصل أعجمي، بعكس ما قاله عدد من المؤرخين الذين نسبوا الرسول لنبي الله إبراهيم الذي وصفوه بالأعجمي.. وإن الحضارة المصرية لا تنفصل عن بيئتها المحيطة المكونة من مجموعة من القبائل اليمنية التي سكنت وادي النيل والصحراء الليبية الكبرى وشمال أفريقيا وموريتانيا.
قبيلة جرهم اليمنية الشهيرة هي أول من سكن بأرض مكة، وهي من آوت إليها نبي الله إسماعيل عليه السلام، وأمه هاجر، ومن نسلها جاءت قريش، وهم من بنا الكعبة مع أنبياء الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وتزوج نبي الله إسماعيل من بناتها، ومن ذريتهما جاء نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام.. لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (أهل اليمن هم مني وأنا منهم) وغيرها الكثير من الأقوال المأثورة عن الرسول التي يشير فيها إلى علاقته بأهل اليمن.
ذكرت اليمن في القرآن، وحملت سورتين من سور القرآن أسماء مناطق فيها (سبأ، الأحقاف) سبأ امتدت من مأرب شمالاً إلى شبوة شرقاً، والأحقاف في حضرموت شرقاً، ووصف الله اليمن بأنها (جنة، وبلدة طيبة) ولم يطلق على أي أرض هذا الوصف في القرآن غير اليمن.
ذكر القرآن العديد من القصص ، نالت أرض اليمن ورجال اليمن نصيباً كبيراً منها، ومن تلك القصص: قصة أصحاب الجنة، قصة أصحاب الأخدود، إرم ذات العماد، قصة نبي الله سليمان عليه السلام وملكة سبأ، قصة السيل العرم، قصة ذو القرنين، قصة الفيل وأبرهة ومحاولة هدم الكعبة.. وغيرها.
ويوجد في اليمن عدد من قبور الأنبياء الذي يعتقد عدد من الباحثين اليمنيين والعرب حقيقتها ومنهم عليهم السلام: الأنبياء نوح وأيوب وهود وصالح وشعيب.
ولقد سميت القارة الأفريقية بهذا الاسم نسبة إلى الملك اليمني الحميري: افريقس بن أبرهة بن حارث بن حمير بن سبأ، الذي غزا إفريقيا وصال وجال فيها وملك مناطق كبيرة منها
إن من منن الله الجزيلة وعطاياه العظيمة على أهل اليمن أن أكرمهم بفضائل ليست لغيرهم، وشرفهم الله تعالى بأن جعل قيام الدولة الإسلامية في أرضهم ( وذلك عندما قامت وتأسست في يثرب {المدينة المنورة} وعلى أيدي رجالها الأوس والخزرج القبائل اليمنية الشهيرة ( الأنصار).
لقد جاء في فضل اليمن وأهل اليمن آيات وأحاديث لم تجتمع لغيرهم. وظهرت من أهل اليمن معادن الرجال القوية في إيمانها، المخلصة في وجهتها، المتأسية في سيرها بالمصطفى صلى الله عليه وسلم.
فكان منهم الحكماء والعلماء والبلغاء، وكان منهم القادة والفاتحون والزعماء والإداريون والأبطال، وكان منهم الولاة، ولا يمكن أن يكون منهم احد ينادي بالانفصال كما هو الحال اليوم فما حصل خلال الأيام القليلة الماضية لا يمكن أن يكون قد نتج بفعل أيدي أهلنا في الجنوب فهم اكبر من ذلك كما عرفناهم وان الأيادي الآثمة التي تغذي وتسعى لإيجاد الشرخ في جنوبنا اليمني هي تلك الأطراف التي عرفناها ونعرفها بدءً بدولة فارس التي تسعى لزرع اليمن ألغاماً عبر ثلة من ضعفاء النفوس الذين تدفعهم شهواتهم متناسين انهم إلى زوال..
إن أهلنا في الجنوب هم حماة الوحدة وثوابت الأمة ومقدرات الوطن وحماية امنه واستقراره وسيادة أراضيه ولا يمكنهم أبداً أن يسيروا وراء تجار الدماء الذين يهدفون إلى زعزعة أمن اليمن لينكؤ الخليج العربي الذي يبقى على عاتقنا أن نحميه ما استطعنا..
إن ما يحصل من تضخيم لقضية الجنوب ليس عمل أهل الجنوب كما عرفناهم ولكنه الثالوث المخيف الذي يسعى لتمزيق الوطن اليمني وإدخاله في نفق مظلم, انه ثالوث الرعب مندوبي إيران والحراك المسلح وصالح, إنه ثالوث لا يرى جرماً في الارتماء في أحضان ملالي إيران لإيجاد شرخ كبير يطال منهج المسلمين فضلاً عن أرضهم وإنسانهم..
نؤكد لكم يا أهلنا في الجنوب كما نؤكد للعالم أنكم لا ترضون بتلك الحلقات الخانقة والأعمال السافهة التي ستكون وصمة عار في جبين أولئك الساعين وراءها.. ومن هنا أنادي كافة أبناء الجنوب أقول لهم لا تسمحوا لأحد أن يشوه بسمعتكم ويهزأ بتاريخكم ويسعى لتقرير مصيركم من غير إرادتكم ويرتهن لأعدائكم لينال منكم أولاً.. يا أهلنا في الجنوب إننا في مرحلة عصيبة اجتمعت فيها قوى الشر لتمزق وحدتكم في الوقت الذي فتح لها المجال لتعبر عن رأيها بعد أن كانت بالمنفى وفي السجون لعقود طويله وانتم تدركون ذلك جيداً وانه لا يمكن لنا أيضاً إلا أن نقف إلى جانبكم والا نترككم طعنة في كيد أولئك المغرضين والأفاكين الذين تدفعهم المصالح الشخصية والأزمة الحالية, لا يمكن لنا أن نسمح للفرس وأذنابهم أن يشعلوا نيران حقدهم في أوساطكم وستقطع يد إيران التي امتدت إليكم لتجعلكم ساحه لتصفية حساباتها في المنطقة, فقد استعدنا سوريا من قبضتهم وها نحن في طريقنا إلى العراق وفي يوم واحد بمشيئة الله سنستعيد إيران لتصبح على فجر سني بهيج وتنفض غبار التشيع لابن سبأ اليهودي.. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
الجنوب جنوب الشمال والشمال شمال الجنوب 1587