الأمل لا يبني وطناً.. ولا يمنح حرية.. ولا يشبع جائعا.. إنما يصنع كل ذلك العمل والعمل وأقل منجز للركون على الأمل دون العمل؛ هو الإبقاء على الألم (فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).. فالمطلوب عملا نظيفا لا متسخا، ومنظما لا عشوائيا وإشراك النجسين في العمل يقتضي عدم النظر الإلهي إليه وبالتالي عدمية قبوله؛ لأن الله طيبا لا يقبل إلا طيبا وإن عملا يخلو من المتابعة والتحفيز يعقبه إبطاء إن لم يكن فشلا؛ لهذا لفتنا القرآن الكريم إلى أهمية ذلك؛ عندما ختم الأمر بالعمل بضرورة المتابعة والمراقبة (فسيرى الله عملكم.. الآية).
وأخيراً أقول: إن من شروط نجاح العمل إصابته للحق، وعمارة الأرض أو الحياة تقوم على مدافعة الباطل لا موافقته أو مصاحبته حسب آليات المؤامرة السوداء وإن تزيت بزي البياض، فإذا كان هناك ذئب أبيض؛ فإن بياضه لا يعفيه من وظيفة الفساد وسفك الدماء ومن سمى نفسه راعيا في اليمن وهو نفسه ذئب في مصر وسوريا لا يمكن أن يأمن الناس جانبه فالمبادرة تضل حقيقتها مؤامرة وإن سميت كذلك لأن من تبناها هم المتآمرون وتسمية الذئب بالراعي لا يغير شيئا من حقيقة الذئب وحبه الفساد، والمثل اليمني الشعبي يقول "الكلب كلب أبيض وإلا أسود".
وعلى غراره نقول: الذئب ذئب والمبادرة مؤامرة وإن أُلبسا البياض فالمسمى لا يغير من حقيقة الأشياء, فها هو البيت الفرعوني قد سمي الأبيض, ومن بين جنباته يصدر للعالم الإسلامي السواد فبضاعته سوداء قاتمة ومظلمة وظالمة، وذلك المسمى الصندوق الأسود ومضمونه أو ما بين جنباته يعج بالشفافية وإن بضاعته الصدق الأبيض.. فلا تخدعكم المسميات والظواهر, واهتموا بالمضامين والجواهر, ففرق كبير بينن الإعلام الماهر والآخر العاهر.
د.حسن شمسان
الركون إلى الأمل.. يحصد الألم! 1223