إن غياب أدوار الشعوب العربية في شان الأمة العام قرونا كثيرة عن الفهم والعمل والمسؤولية وعدم التدخل بمسائل الشأن العام للأمة المصيري وترك التدخل بالحكم و بالمال العام وهو يخص شأن الأمة ،وهذه الممارسة حولت الشعب إلى عبيد والحكام إلى سادة لا يُسألون عما يفعلون. هذا الوضع صار نهجاً من قديم الزمان، وساعد في ذلك الناس أنفسهم الذي نمت عندهم القابلية للاستبداد ونمت عندهم ثقافة السلبية والشعور أن لا دخل لهم في المال العام ولا في الحكم وهو أمر يؤثر على الحياة اليومية والمعيشة والتعليم والصحة وصولا إلى الحرية والكرامة الإنسانية التي تتحول إلى سلعة (بدكان ) الحاكم يبيعها على الناس بأثمان باهظة وبتقسيط أو يعطيه
كصدقات متبوعة بالمن والأذى كما كان يتكرم السيد على عبده في عهد العبودية وكانت هذه هي حالة كل الأمم المتحررة اليوم سواء في الغرب أم الدول الأخرى التي تجاوزت مصيبة الاستبداد ورسخت معايير مجردة للحكم، مثل الانتخابات واستقلال الهيئات وأعمال مبادئ العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة وتكافؤ الفرص.. وجاء ذلك عن طريق كفاح مرير وجهاد طويل وتضحيات جسيمة ، هذا عندما استشعرت هذه الشعوب أن حياتها الكريمة لا يمكن أن تأتي كمنحة أو صدقة من شخص الحاكم أو أشخاص وإنما تنتزع انتزاعا ولا يكفي الانتزاع وإنما يتبع بالحماية الواعية حتى يبقى الحكم حقا للأمة والحاكم خادماً وموظفاً وهذا المفهوم لم يصل إلى العالم العربي إلا متأخراً، رغم أن الإسلام ومبادئه كانت سباقة؛ فتخطاها المسلمون وبسببها بقوا في بركة التخلف والتطرف والضعف والفقر والميوعة الذليلة.. والله الموفق..
محمد سيف عبدالله
غياب الشعوب عن ممارسة فروض شأن الأمة العام.. عمَّق فيها الذل 1359