إن القراءة المنهجية للتجارب التاريخية تؤكد أن أهم عوامل انهيار الدول وتدمير الحضارات وسقوط الأنظمة هو الاستبداد والظلم والفساد والذي يرتكز أساساً على أبدية الحاكم وتقديس الفرعون وتكلس مفاصل السلطة ونشوء جماعة مصالح غير مشروعة تجذر الفساد السياسي الذي يسمم كل مناحي الحياة .وتؤكد القواعد المستقرة في علم الاجتماع السياسي أن من أهم ركائز تجديد الشرعية في أي نظام هي المرونة التشريعية في التداول السلمي للسلطة واستقرار القواعد المنظمة لعملية التغيير السياسي والبناء المؤسسي ،وإن التغير في المواقع القيادية يزيد من التأييد الجمعي وينعش من طموحات الشعب نحو الأفضل .
إن القراءة العميقة والمدركة للواقع المعاصر الذي تلاشت فيه حدود التأثير الدولي وإن العالم غدا قرية كونية في ظل التطور الهائل لوسائل الاتصال والتواصل والتشابك في المصالح ،وعدم قدرة أي دولة في العالم علي الانعزال وأن صدى التأثير الثقافي والسياسي والمعلوماتي العابر للحدود هو ما يحتم على الأنظمة التكيف بشكل أو بآخر مع معطيات السماوات المفتوحة.
محمد سيف عبدالله
التأثير المعلوماتي والسياسي مع معطيات الواقع الجديد 1386