نحن نعلم بأنه أُزيح رأس النظام وبقيت أدوات وثقافة ماضي الحكم الذي ترسخ خلال عقود ماضية ، ونحن نعلم بان أدوات وآليات وثقافة أنظمة الحكم هي التي حافظت ودامت السلطة لرؤساء وحكام ما قبل ثورة 11فبرايروكان ذلك ضمن
توجه في مضمونه سيطرة المتنفذ ين ومراكز القوى على مؤسسات وأجهزة الدولة ، وفي كل المستويات بغض النظر عن كفاءتهم أو قدراتهم .. وهؤلاء شكلوا أنظمة الحكم الشمولية ، وسيطروا على السلطة عقودا من الزمن .. ونحن نعلم
بان أدوات وثقافة ماضي الحكم هو التغلب علي الحكم بالقوة وهذه الأدوات والآليات والثقافة مازالت موجودة وتمثل إحدى تحديات ثورات الربيع العربي..
إنها أدوات وثقافة ( معيقة ) نجدها في الخلافات التي تبرز من وقت لآخر بين تحالف قوى ثورات الربيع العربي ، وهي من تذكي الخلاف في رغبة منها وحنين الى الانفراد بالسلطة والثروة والاستحواذ عليها أو المحاصصة في الوظيفة العامة ونجد هذا واضحاً في سلوكيات وتصرفات مسئولي مؤسسات وأجهزة حكومية ، ومحسوبين على ثورة التغيير للأسف، وهذه نفسها هي سلوكيات وتصرفات مسئولي ما قبل ثورات الربيع العربي وهؤلاء قتلوا في الناس روح الإبداع والابتكار ،وبقوا عائقا أمام إحداث أي تنمية سياسية وحزبية ، أي تنمية ديمقراطية ـ أي تداول سلمي للسلطة .
إننا بأمس الحاجة إلى مواجهتهم وفي نفس الوقت تجسيد ثقافة الحوار والابتعاد عن العنف ، ونرسخ لأدوات وثقافة حكم جديدة ، وفق عمل مؤسسي والابتعاد عن الشخصنة ، وتوزيع أصحاب الكفاءات والقدرات والمؤهلات على أجهزة ومؤسسات الدولة كقيادات إدارية ، ضمن شروط ومعايير ومفاضلة ، نعمل علي تنمية سياسية وحزبية ، وتنمية ديمقراطية تعوض سنوات حرمان لم تتمكن أحزاب وتنظيمات سياسية من بناء نفسها تنظيميا وسياسيا واقتصاديا بفعل قمع الأنظمة الحاكمة لها .. تبقى الحاجة ملحة لمثل هذا كله حتى تتحقق كامل أهداف وتطلعات شعوب ثورات الربيع العربي في الحرية والديمقراطية والدولة المدنية الحديثة.. ان الحفاظ على الحرية و الديمقراطية بحاجة إلى كل أبناء الوطن بدون استثناء.. والله الموفق..