هل أضحت المبادرة الخليجية هي الدستور الأعلى لليمنيين؟, هل يجب أن تصدر كل قراراتنا وفق أبجدياتها؟, هل هي فرمان استعباد لهذا الشعب العريق؟..
عندما ذهب الفرقاء إلى هناك ووقعوا في ذلك اليوم المشؤوم على هذه المبادرة, تلقاها المواطن العادي بالقبول ظناً منه بأنها ستكون المخلص له من شرور كثيرة متوقعة.. لم نكن نعلم بأن ما ظنناه طوق نجاة سيغدو حبلاً خشناً يشنق حريتنا وسيادتنا, واستقلالية قرارات قياداتنا..
قامت الدنيا ولم تقعد لأن الرئيس "هادي" أصدر قراراً بمنح تعويضات لشهداء الثورة الشبابية, واعترض البعض على تسميتها ثورة احتراماً لبنود المبادرة التي أسمتها أزمة!!.. في مذهب هؤلاء المبادرة الخليجية يجب احترامها.. والدول الراعية يجب تقديسها.. وكل فضولي حشر أنفه ليفسد في اليمن ويزيدنا خبالاً يجب تبجيله.. يجب احترام الكل عدا مواطن هذا الوطن البائس بفضل رموزه الهشة من المرتهنين بالتبعية لهذا أو ذاك.. يستكثرون مسمى شهيد على من خرج مناهضاً للظلم وللحكم الظلامي بصدر عار ومات مغدوراً به!!.. شئتم أم أبيتم فقد استشهدوا فداء لليمن, بذلوا أرواحهم تصديقاً لحلم أوحي به إليهم من صادق أو مخادع.. لا فرق.. فهم قد خرجوا بصدق وتجرد..
تتبعوا أيها المنهزمون أخبار هؤلاء الفتية وكيف سقطوا.. سقط في الثورة خيرة الشباب, أما المداهن الخب, والداهية المحنك, فقد رافقته السلامة, وهاهم يتشدقون بالإلياذة الخليجية, ويعتبرونها أقدس وأطهر من دماء أبناء الوطن.. فأف لهم, حتى متى هذا الارتهان وهذه التبعية؟!.
نبيلة الوليدي
شهداء رغم أنف المرتَهن!! 1356