قلنا إن المتآمرين على الربيع العربي قد أطالوا طريق عجلة الثورة بتصميم المنعطفات فيها وزرع المطبات في بعض تلك المنعطفات!.. فرد آخرون قائلين: إذاً لا بد من الشق والسير سريعاً بعيداً عن تلك المنعطفات, خاصة إذا كان الشق سوف يسرع بالوصول ولا يؤذي المريض!.
فرددت قائلاً: لا.. الشق لن يؤذي المريض أبداً, بل على العكس من ذلك سوف ينقذه؛ لكنه في المقابل سوف يؤثر على "الحبل السري" الذي يمد الغرب المتآمر بالاقتصاد؛ فتدخل جراحي في ثورة اليمن صحيح سيسيل منها "الدم" لكن في المقابل سيكسبها الكثير من "القيم".. لكن أهم شيء تخافه المبادرة الخليجية من إجراء أو السماح بالعملية القيصرية بتر ذلك الحبل السري "باب المندب" قفد يقطع ذلك الشريان الاقتصادي الذي هو سبب الحروب واستعارها قبل الربيع وازدادت ضراوة بعده، أضف إلى الخوف على الأمن القومي السعودي؛ هذا ما منع قرع طبول الحرب في بلادي؛ فهناك تخوفان أحدهما أمني وأهمها اقتصادي..
لهذا يستحيل الشق، مع ملاحظة أن ما ينخلع على ثورة اليمن ينخلع على ثورة مصر, ففيها شريان اقتصادي يخشى أن ينقطع أيضاً "قناة السويس".. وكذلك تخوف أمني يتمثل في الأمن القومي الإسرائيلي.. فالعالم المتآمر كله ضد الشق.. ضد التدخل الجراحي.. ضد العملية القيصرية واسألوا لو شئتم المبادرة (الخليجي أمريكية) التآمرية السوداوية, وإن لبست ثوب البياض.
صحيح أن المؤامرة, التي تزيت بزي المبادرة وذئابها الذين تزيوا بزي الرعاة, قد حقنت لليمنيين الكثير "من الدم", لكنها في الوقت نفسه قد أسالت للثورة "الكثير من القيم".
د.حسن شمسان
المبادرة تحقن الدم.. لكنها تسيل القيم! 1201