الجنوب العربي ذلك الاسم اللقيط الذي ﻻ أصل له تاريخياً, أو جغرافياً, أنجبته نفوس تعشعش فيها الحقد المناطفي, وأردفت بعبارة "أنا لست يمنياً", عبارة إذا قالها متعرب قد ربما يعذر, لأن أصله ربما ليس من اليمن, مع أن أصول أغلب العرب من اليمن, إلا أننا بدأنا نسمع نغمة "أنا من الجنوب العربي ولست يمنياً" تردد عبر بعض وسائل الإعلام من أفواه الأصل فيهم الانتساب إلى يمن الإيمان والحضارة والإسلام..
فاذا كانت اليمن مفخرة لكل عربي, لأنها مهد حضارتهم ومنبت سلالتهم, لما لا وهي منبت السعادة والسرور, فقد مدحها الله بقوله:( بلدة طيبه ورب غفور), وإن كان رزقها كفافاً نتيجة للتآمر عليها, إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا لها, فقال:( اللهم بارك لنا بشامنا ويمننا), ومدحها في عشرات الأحاديث الصحاح, ولنا من الكعبة ركنها ومن الأقصى بابه ومن السماء نجمها, وهي منبت الرجولة والفحول والإرشاد وعلم الأصول, فمنها الصحابي الرباني أبو مسلم الخولاني وشيوخ الأمة كالشوكاني وابن الأمير الصنعاني والمؤرخ الأكوع, الذين يدرس علمهم في العالم الإسلامي.. لما ﻻ فالفقه بشهادة الرسول والإيمان يمانٍ, فمن تنكر اليوم لها وقال "أنا من الجنوب العربي" فقد تنكر لأصله وحسبه، ومنبته ونسبه، وستظل اليمن يمناً، ومن تنكر لها بلا ثمن، وهذا ليس مني تعصباً لوطن، بل هي حقيقة أرد بها على من يعق الوطن، ويسعى للفتن، وقبض من الخارج الثمن.
إن من يسعى لتمزيق اليمن بهذه العنصرية الحاقدة، والثقافة الهابطة، لن يزيد الوحدويين (وكل أبناء اليمن بشماله وجنوبه وحدويون) إلا تمسكاً بأخوتهم وترابط أسرهم, وعليهم أن يتناسوا خصوماتهم السياسية, لأن الفرقة هي من أعطت الفرصة لمرضى القلوب لينخروا في جسد الوطن ويبيعوا سيادته ويمزقوا ترابه وينهبوا ثروته..
إننا إذا خيرنا بين الانفصال وبين أقلمة اليمن (إقليم للجنوب وأربعة أقاليم للشمال, كما يطرح الآن) فإن الانفصال هو أهون الشرين, ولكنه سيكون وبالاً على إخوتنا في جنوب الوطن قبل شماله, فهم يعرفون واقعهم, فهم زمر وطغم، فإذا انفصلوا فلا شك أن البلاء عم..
وأحب أن أذكر الجميع: بأي حق يمنح الحراك الانفصالي تمثيل أبناء الجنوب؟, ومن الذي انتخبه؟.. إن أبناء الجنوب يفتخرون بيمنيتهم وإسلامهم الذي يدعو إلى وحدة الأمة وأخوة الوشيجة وترابط الصف ونبذ الفرقة.. (اللهم احفظ من بحفظه حفظ يمن الإيمان وأهلك من بهلاكه صلاح بلادنا وسائر البلدان).
محمد بن ناصر الحزمي
أنا من الجنوب العربي لست يمنياً 1711