الحياة دروس.. هكذا تعلمنا.. تعلمنا أنه في كل محنة.. منحة!، فلنتأمل فيها ونستخلصها، ولنحسن الظن بربنا فإنه عظيم التدبير.. شديد الكرم.. صادق الوعد لا يخلفه ..نعم.. فلنحسن الظن بربنا ..والعبرة، والدرس الذي يجب أن نكون قد استخلصناه من الماضي، والتجربة، والمعاناة، وفهمناه جيدا، من ضمن دروس كثيرة، هو: في دستور اليمن الجديد القادم بإذن الله: يجب أن يركز اليمنيون على الآتي: أن تنتزع وتسحب الامتيازات والصلاحيات الهائلة المطلقة من الرئيس(القادم)في الدستور الجديد.. يجب ألا تتكرر المأساة.. وأي رئيس قادم، يجب أن يكون تعامله مع أقاربه وعائلته والمقربين.. حتى أقارب الدرجة الرابعة والخامسة.. يكون تعامله معهم تحت المراقبة والمحاسبة الدستورية والقانونية (المشددة!)..فما رأيناه وعانيناه من الحكام المستبدين وعائلاتهم وسيطرة أبنائهم وأقاربهم المطلقة على مفاصل الحكم والثروة والنفوذ!.. علمنا دروسا مفزعة.. دروسا تكفي لسنين وقرون بأكملها.. دروس تكفي وتوفي!.
***
وفي اليمن الجديد.. نريد دستوراً يلزم ويقرر الآتي: لا يحق للرئيس(أي رئيس قادم) الانفراد والتصرف في قرار الحرب لوحده، مثل ما كان عفاش يعمل.. فالبلد يا سيدي؛ ليست مزرعة ورثها الزعيم (الفذ) من (المرحوم) الوالد حقه!.. ليست كذلك أبداً.. حبذا لو يوضع هذا النص حرفيا في دستورنا القادم.. آه.. يا ليت!.
***
في عالمنا العربي يوجد دوماً: لجنة (مكافئة) الفساد.. وليس لجنة (مكافحة) الفساد!.. هذا شيء مجرب وأثبتته الأيام والسنين!.
***
في مصر.. مفارقة عجيبة وتناقض فاضح وقع ويقع فيه مؤيدو الانقلاب من نخب وسياسيين، وبالذات من رموز القضاء الفاسدين المعاديين لثورة ٢٥ يناير.. إنه تناقض يفضح حقيقتهم ويعريها تماما.. أبى الله إلا أن يفضحهم كل يوم، انظروا، وتذكروا معي جيداً: خصوم الإسلاميين وخصوم الديمقراطية والحرية وخصوم ثورة ٢٥يناير.. من أمثال تهاني الجبالي وقضاة مبارك الفاسدين المسيطرين على مؤسسة القضاء، والنخب والأحزاب الورقية (التي ليس لها أي رصيد في الشارع!) المباركة والمؤيدة للانقلاب، التي فوجع بها الشعب المصري، وخيبوا ظنه!.. هؤلاء جميعهم ارتكبوا مفارقة عجيبة خلال العامين الماضيين!.. قارنوا ماذا كانوا يقولون وكيف كانوا يهللون ويصرخون تأييدا وفرحا (لحل مجلس الشعب المنتخب) قبيل وصول الرئيس مرسي للحكم.. ويبررون ذلك بأن:(القانون والدستور.. أهم وأقوى من الإرادة الشعبية وإرادة الملايين التي انتخبت).. ثم حين تم عزل الرئيس الشرعي الدستوري مرسي بانقلاب عسكري يزعمون أنه-أي الانقلاب- جاء تلبية لرغبة الجماهير والشعب والملايين بالشارع.. فماذا قالوا؟.. وما هو مبررهم لتأييد الانقلاب العسكري المخالف للدستور وللأعراف والقانون.. نفس تلك الوجوه التي أيدت حل مجلس الشعب المنتخب الشرعي وأيدوا الدوس على إرادة الشعب التي جاءت بمجلس شعب منتخب، هم أنفسهم قالوا تبريراً للانقلاب إن :(الإرادة الشعبية والملايين بالشارع ..أهم وأقوى من القانون والدستور)!.. هل رأيتم تناقضهم، وانقلابهم على أنفسهم.. تناقض عجيب!.. كم هم بلا أخلاق.. وبلا مبدأ!.
لينا صالح
دروس.. ومفارقات.. وعبر! 1259