بهذه الصورة يستخفون بوعي المواطن اليمني الذي يعاني من الزيف والخداع من قبل الشخصيات ذات الثقل السياسي الملفت للقراء والمثقفين من خلال كتاباتها الرنانة في الصحف والمواقع الإلكترونية بعد أن غادرت مناصبها وغادرها الزمن خسرت مصالحها الشخصية بفضل ثورة الشباب السلمية التي أطاحت بنظام الحكم السابق وعتاولة الفساد والإفساد التي ظلت متربعة لعدة عقود على مناصب عليا حتى سئمها الناس وضاقوا ذرعاً, ها هم اليوم يظهرون أنفسهم من خلال كتاباتهم على أنهم وحدهم وطنيون..
لكننا في الحقيقة نرى أن ما يتشدقون به عن الحقوق والتنمية إنما يضاف إلى زيفهم وكذبهم السابق على أبناء الشعب اليمني الذي ينتظر بفارغ الصبر خروجه من النفق المظلم والذي كان هؤلاء هم السبب الرئيسي في إدخاله هذا النفق.. وعندما نتمعن فيما يكتبونه اليوم نتساءل: أين كانت تصريحاتكم هذه وكتاباتكم؟, لماذا لم تستغلوا مواهبكم حينها وتنوروا بها بصيرة من حكمتم معه في تبني مشروع سياسي تنموي اقتصادي تعليمي صحي.. الخ يعطي للشعب حقه من العيش الكريم والمشاركة الفاعلة في الحكم، كما تفعلون اليوم في خطاباتكم الرنانة, أم أنكم لا تشعرون بالوطنية إلا عندما تفقدون مصالحكم الشخصية؟.. بل إنني احترم هذا الشعور إن كان صادقاً وينم عن صحوة ضمير ولو متأخرة, مع أنني أجزم بأن هناك اختلافاً كبيراً ما بين الظاهر والباطن..
يا هؤلاء اخجلوا الشعب اليمني مل الكذب والزيف والخداع لا يريد تصريحات رنانة وبناء وتنمية للوطن على الورق وطاولات المؤتمرات والصحف والقنوات ما يريده هو إخلاص النية والكف عن الزيف والبدء بعمل ملموس على الأرض, فالقول بتعبة الفعل, أما أننا سنظل نراهن على المكر والخداع على حساب الوطن بين سلطة ومعارضة لم تغادرها أوهام السلطة بعد وما تزال فساداها الهرمة متشبثة بها بكل ما أوتيت من قوة, فلن يكون هناك وطن ذات سيادة وتنمية.. الشعب اليمني يحتاج إلى صدق النوايا للخروج من محنته التي أدخلتموه فيها.
وهنا نقول: كفى مزيدات.. كفى تضليلاً.. كفى انتقاماً وعقاباً للعشب.. التغيير ليس إقصاء لشخص لصالح آخر كما يتصوره البعض الآن, إنما هو تمكين لكل أبناء الوطن ليمنحهم الحق في المشاركة الفاعلة في الحكم بما يحقق العدالة والمشاركة الفاعلة في الحكم لكل شرائح المجتمع وبما يحقق العدالة والمساواة, فالوطن ملك للجميع يجب علينا جميعاً أن نستشعر المسؤولية تجاه وطننا ونترك المماحكة الحزبية والطائفية التي ما دخلت على شعب إلا مزقته وجعلته أسيراً لها وأن نعترف بأخطائنا ونفتح صفحة جديدة ناصعة خالية من الأخطاء والانتقام ونسلك طريق المحبة والوئام إن كنا نحب وطننا بصدق.
أخيراً أخاطب أعضاء مؤتمر الحوار الوطني وأقول لهم: تخلوا عن أحزابكم خلال هذه المرحلة الصعبة, فهناك من لا يريد للبلاد الخير وتوحدوا تحت شعار (بناء الوطن واجب علينا).
صالح عبدالله المسوري
وطنيون إن خسروا مصالحهم, فاسدون إن ضمنوها 1519