تخطئ العينان العنوان عندما تختزل الانقلاب في السيسي الشيطان، ويظل التحليل عندما يقرأ في بشار العميل للثورة السورية "العدو الأصيل"؛ فذلك عين التضليل، كما وتخطئ الألباب عندما ترفع شعار: "يسقط الانقلاب"؛ لأنه شعار يمنح الانقلاب بعض أصالة انتصاب؛ وهذا لعمري يجانب الصواب؛ ويجعل الحقيقة في تباب؛ لأنه لا يطلب السقوط إلا لمن كان ثابتاً بنفسه، قائماً على سوقه؛ لا انتصاب قائم على اغتصاب؛ وهذا الأخير يمثل حقيقة ما حصل في مصر من انقلاب.
إن الذي يفتقر إلى قاعدة شعبية يبقى مجهول الهوية في القوانين المنطقية والعقلية؛ فكيف تطلبون سقوط لانتصاب مسنود؛ تسنده أيادٍ أمريكية وتلمعه في مصر أبواق الصهيونية وتموله الريالات الخليجية؛ فلا تقرؤوا الانقلاب ساعة ذلك سياق أنه يعتلي أركان عرشه؛ بل مثله مثل من يعتلي أركان نعشه فما هي إلا لحظة افتقار الأيادي المنفقة، وترهل الأيادي الساندة؛ وتعود حقيقة أمسه. (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون).
إن ما عرفناه عن حقيقة الانقلاب المسنود ينخلع على حقيقة السيسي الممجوج، فليس هو فرعون الانقلاب, بل هو أحد الجنود وإن شئت قلت أحد العبيد، ينفذ ما يمليه عليه سيده الأمريكي ومشتريه الخليجي بلا حدود؛ وتحول بين السيسي وبين كل القيم من تلك الدولارات رزم.
أضف أن ريالات قارون العرب؛ لم تبق في قلبه ذرة شعور أو حتى قليل من الأدب؛ ليصير آلة تعمل تسيل الدماء إلى الركب.. وتجد العبيد المفوضين على الدماء راقصين كأنهم أمام عزف آلة الطرب.. وكأن الدماء التي تسيل هي بقايا خمر أبي لهب. إن "فرعون الغرب" استخف بالشعوب ليصير أشد وقاحة من (فرعون العرب), فإذا كان هذا الأخير دلل على استحقاقه الملك بأنهار الماء (أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي)؛ فإن الأول دلل على بقاء ملكه بأنهار الدماء, وإن قارون موسى تباهى بأمواله فخسف الله به, لكن الشيطان قارون الإخوان لم يتباهَ بتلك الأموال فحسب, بل سخرها لقتل أحرار العالم ووأد حرياتهم, فتخيلوا كيف فقد صوابه, ثم تخيلوا كيف سيكون من الله ثم الشعوب عقابه!.. اللهم أسقط فرعون الغرب واخسف بقارون العرب وأشعل من جديد جذوة ربيع الغضب (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره).
د.حسن شمسان
ربيع الغضب! 1138