نقلت إحدى القنوات الإخبارية عن مواقع إلكترونية خبراً بأن الأمير السعودي بندر بن سلطان، التقى السيسي في مطار القاهرة قبل تنفيذ محرقة ومذبحة رابعة والنهضة بـ١٢ساعة!.. سؤال بسيط: ماذا كان يفعل الأخ/ بندر في ذلك اليوم وتلك الساعة السوداء المظلمة في حياة كل مصري وعربي؟!.. أتحداهم أن يجيبوا على هذا السؤال!.
***
ولا زال الإعلام المصري يمارس الكذب بلا خجل.. ولا زال لا يمر يوماً؛ إلا وأبواق الانقلاب الدامي في مصر يكذبون كشربهم الماء، ويتهمون معارضي الانقلاب بالإرهاب كل يوم وكل ساعة.. فتقوم السلطة الانقلابية باقتحام المدن والأحياء الآمنة، بحجة أن أهلها إرهابيون!.. بينما سلطات الانقلاب تقوم وتمارس الإرهاب بكل صوره وأشكاله!!.. لم يتركوا شيئاً من أفعال الإرهاب لم يفعلوه.. يتهمون الناس بالإرهاب!، وهم ماذا يفعلون؟.. هل يحتاجون من يذكرهم بإرهابهم المحترف.. الإرهاب الحقيقي؟، هاكم ما فعلتموه أيها الإرهابيون.. قيادات الجيش والشرطة قامت بما يلي: قتلوا آلاف البشر العزل السلميين في رابعة وكل شوارع ومدن مصر، أحرقوا الجثث.. أجساد الجرحى والقتلى، اعتقلوا الناس بالآلاف ظلماً وعدواناً بلا أي مسوغ قانوني أو أخلاقي.. حصدوا المعتصمين حصداً في رابعة والنهضة وأمطروهم بآلاف الرصاص الحي القاتل في ساعات عديدة.. منعوا سيارات الإسعاف بشكل نهائي من الدخول لإجلاء الجثث والجرحى.. يقومون بشن حرب شعواء بالقوة والبطش على أي إنسان بمجرد أن يقول رأيه المعارض لانقلابهم الدموي!.. فماذا يكون الإرهاب غير هذا أيها القتلة؟!.. ماذا يكون غير ما فعلتموه أنتم أيها الانقلابيون؟!.
***
نهاية القاتل القتل!.. هذه حقيقة، شوهدت، وجربت في عدة أماكن، ومواقف، ورد في حديث للرسول صلى الله عليه وسلم: بشروا القاتل بالقتل.. نعم، صدقت يا رسول الله!.. اسمعوا لهذه القصة: أحد القناصة، الذين شاركوا في مذبحة رابعة العدوية في ذلك اليوم الأسود، ١٤ أغسطس الدامي.. شاب مجند يجيد القنص.. تم استدعاؤه للمشاركة ضمن كتائب الموت القناصة، الذاهبة إلى رابعة.. في صبيحة وفجر ذلك اليوم الدامي كان موجوداً، ضمن القتلة فوق سطح احدى البنايات المحيطة بالميدان.. وجاءت الأوامر ببدء ساعة الصفر, فانفتحت أبواب الجحيم على المعتصمين السلميين العزل وانطلقت الرصاصات من الجنود القناصة تحصد الشباب والرجال والنساء بلا استثناء وكان هو معهم, مع زملائه، الجنود القناصة.. رصاصاته القاتلة كانت تعرف طريقها جيداً نحو الرؤوس والأعناق البريئة.. تحصد الناس حصداً بلا أي رحمة أو شفقة أو تفكير..
بعد المذبحة بنحو شهر جلس مع نفسه يفكر: لماذا فعلنا كل هذا بإخوتنا؟!.. الأيام مرت وأثبتت أنهم كانوا عزلاً.. سلميين.. المظاهرات تخرج بعد المذبحة.. كل يوم وهم كثر.. وسلميون!.. شعر بتأنيب في ضميره.. شعر بألم.. فاتح زميله(جندي قناص مثله).. وأخبره بأنه يشعر بتأنيب الضمير الذي لا يفارقه.. وفضفض بما في نفسه.. بعد أيام كان منزله يتعرض لحملة مداهمة.. إنهم يبحثون عنه.. صدرت الأوامر بتصفيته جسدياً.. يبدوا أن ما كان يفضفض به مع زميله وصل لقياداته.. هرب، قفز من النافذة.. حاول الهرب إلى السطح، لم يستطع.. قنصوه من بعيد ..أصيب إصابات خطيرة في بطنه.. قبضوا عليه.. لم يسعفوه.. تركوه ينزف حتى الموت.. بعد ساعات قليلة كان قد فارق الحياة.. مات مقتولاً.. قتل إذن.. وهو الذي قتل وجرح قبل شهر واحد فقط، العشرات من معتصمي ميدان رابعة العزل والسلميين!.. نهاية القاتل القتل وبنفس الطريقة.. فأكثر أهل رابعة قتلوا وفارقوا الحياة بسبب عدم السماح لسيارات الإسعاف بإسعافهم ونقلهم للمستشفيات.. سبحان الله وهو: فارق الحياة بسبب عدم إسعافه وتركوه ينزف حتى الموت!.. (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).
لينا صالح
لا تحزني.. مصر! 1444