القبيلة صارت أشبه بتلك الفتيلة؛ الفتيلة التي لا يكمن فيها الخطر, بل فيما تنتهي إليه من انفجار, وعندما نجحت الثورة إبان إسقاط رأس الأفعى وجعل الوطن نحو مجده يسعى نجحت في فصل الفتيل عن مصدر الانفجار، لتظهر القبيلة على حقيقتها الناصعة, وعندما زال خطر الانفجار شرع الذيل يسعى ليل نهار في محاولة إعادة ما انفصل, فإن لم يحصل تفجير يبقى في وعي الشعب شيء من تخدير، لكن ذلك لا ينطلي على المستنير؛ حيث يدرك أن القبيلة ظُلمت مَرتان؛ ظلمتها حيتان مُرتان (المتوكلية والصالحية) المَرة الأولى تجلت في تقصد تجهيلها وذلك بعزلها واليمن عن تطور حركة العالَم وعن تصور أو وعي العالِم.. وهكذا على جهل القبيلة وتخلفها تبني فوضى الاستبداد أساساتها ولا تنكشف على السذج سوآتها.
وهكذا ظلت القبيلة أياماً تحكم فوضى الاستبداد لتنسب هذه الفوضى نفسها للقبيلة؛ فتصبح من بأسها، وليصبح المنتمون إلى لقبيلة هم في أعلام الفساد هم (الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد), ومطلوب من الشعب أن يفوض فوضى الاستبداد لتصب على القبيلة سوط عذاب بعيداً عن جلاوزة الاستبداد.
وهكذا استمر الحال والتركة الثقيلة التي خلفتاه الفوضى للقبيلة، فلما أسقط الشعب رأس الأفعى بقى جسدها وذيلها يتحرك وفي كل حركة يتجه المؤشر جهة القبيلة لتبقى في مخيلة المضحوك قبلة الفساد.. فتجد بعض هؤلاء يرجع بقاء التخلف إلى القبيلة متسائلا, ودور القبيلة في الثورة متجاهلاً: من الذي يحكم في اليمن الدولة أم القبيلة؟.. إنه يرجو من مثل هذا سؤال طلب المحال؛ وهو أن القبيلة وليست المبادرة وراء ما أسفرت إليه الثورة من مهزلة, لتظل القبيلة -مثلاً- هي تلك القنبلة التي تنفجر فينكسر أمامها تطاول عمود الكهرباء؛ وهكذا ينحت في وعي البعض الغباء ليغض طرفه عن الأعداء.
فشل المتآمرون جر الثورة إلى حرب مع القبيلة؛ فانصرفوا إلى إشعال فتيل قنبلة الوحدة وهكذا عندما لم يفلح كيماوي القبيلة في حرف هدف الثورة لجأ المتآمرون إلى كيماوي الوحدة لعل بها وعي الثورة يشغلون ولتصبح ورقة قديمة جديدة بها يلعبون!.. ليصبح حرب انفصال الإنسانية مقدما على حرب قتله في أبجديات الرئيس هادي.. فتهديد الرئيس من يريد الانفصال عن الإنسانية بالحرب، ومن يقتلها تمد له يد الحوار.. لعمري أن هذا عين العوار!.
د.حسن شمسان
من كيماوي القبيلة.. إلى كيماوي الوحدة! 1155