الفوضى والعبث بمكتسبات الوطن أصبحا سمة بارزة في مجتمعنا اليمني المعاصر, لا سيما في آخر الأنفاس لمؤتمر الحوار الوطني الذي يوشك على تاريخ الانتهاء، تأتي هذه الفوضى من اعتقالات واغتيالات لقوى الأمن والجيش وتفجيرات متتالية للمصالح العامة للدولة وهذه وسيلة من وسائل العراقيل للضغط على الحوار لتسبب حالة من الارتباك والتخبط ويظل الوطن في دوامة مستعصية وانتكاسات مستمرة في شمال الوطن وجنوبه.
لقد صبرنا كثيراً بين المصائب وبين التقلبات التي عصفت بالبلد, لكننا نؤمن بأن هناك من يتحملون مسؤولية الوطن تحت مسمى مؤتمر الحوار الوطني الشامل, فهم الذين يتحكمون حالياً بقيادة البلد للخروج به إلى بر الأمان، يجب عليهم إدراك حقيقة هذا التدهور الاقتصادي الذي عصف بالوطن وبالمواطن بحد ذاته، ويتطلب الوقوف صفاً واحداً بالإصرار على التمسك بالوحدة اليمنية المباركة, فهي المظلة التي يستظل تحتها كل مواطن يمني شمالاً وجنوباً.
مؤتمر الحوار الوطني لم يتوقف, لكنه يسيراً حبواً نحو الوداع الأخير, نتمنى له الوصول إلى بر الأمان سالماً مُعافى، والتوصُل إلى صيغة مقبولة ومعقولة تعيد كامل الأهداف التي يطمح بها الشعب من حرية وعدالة وتنمية حقيقية بعيداً عن الفوضى والفتن وبالأخص تلك الجماعات المسلحة التي تقف على حدود الخطر لتشتيت الشمل وتقضي على كل ما هو جميل في البلد الجميل، فصناعة المستقبل أمر مهم بنكهته اليمنية الفريدة التي يتوجه نحوها اليمن المشرق متمسكاً بالأيادي البيضاء النقية ليسمو ويرتقي بتعزيز الأمن والاستقرار.
لقد حان الوقت أيها العظماء للتخلص من الاختلاف والانقسام بعيداً عن المشاريع الصغيرة التي لا تسمن ولا تغني من جوع, فالتاريخ لن يرحم الذين يلهثون خلف مصالحهم, فالوطن أقوى وأعظم من الذين ينفخون الكير على وجهه, وكفانا الله شر هؤلاء المرجفين.
خليف بجاش الخليدي
الوطن العظيم بين حامل المسك ونافخ الكير 1589