إنه لا جدال في أن للثورات العربية أثرها على الأفكار والعقول على الساحة العربية والعالمية، وفي واقع عالمي سمته التشابك والتكامل والتصالح والتواطؤ، لأن مصائر الشعوب باتت متداخلة على المستوى العالمي ولأنها متشابكة، فإن من يعتقد أنه يدافع عن حقوقه ومصالحه بالإضرار بمصالح سواه أو على حساب حقوق غيره فإن عمله سوف يرتد عليه آجلا أم عاجلا، ولا يفعل بذلك سوى التواطؤ مع من يعتبره ضده أو عدوه. هذا الواقع العالمي الجديد هو الذي يفسر اهتمام الساسة والمفكرين في العالم بمجريات الثورات العربية التي سوف تغيّر نظرة الآخرين إلى العربي كما تحملهم على إعادة النظر في كثير من تصوراتهم عن ذواتهم وعن العالم. ولا غرابة في الآمر ما دمنا نندرج في واقع تتعولم فيه المشكلات والخيرات كما تتعولم الأفكار والثقافات والهويات. ومن هنا نحن قادمون على ثورات فكرية تغيرية بالمعنى الوجودي للكلمة، إذ هي أتت من فتح كوني جسدته ثورة الأرقام والاتصالات التي تغيرت معها شفرات التفكير وبرامج العقول وخرائط المعرفة وقواعد المداولة لكي تفضي وكما يؤمل إلى تشكيل فضاءات ومساحات وعوالم تتغير معها العقليات والحساسيات واللغات، وستتغير معها طرق إدارة الأشياء وممارسة السلطات وسوس الهويات فلابد أن نتغير ونعد أبناءنا للتعامل مع العالم المتغير.. والله الموفق
محمد سيف عبدالله
تشابك ثورة الاتصالات التي غيرت شفرات التفكير وبرامج العقول 1551