شعرت بقشعريرة وهيبة وبرجفة وأنا أقرأ هذه القصة، كم أنت عظيم يا رب الكون، وحمدت الله كثيراً، على نعمة الهداية والإسلام، إنها قصة رجل عظيم، من الذين دخلوا التاريخ، من أوسع أبوابه، قصة إسلامه.. وكيف تلمس طريقه إلى الهداية للدين العظيم وثباته، فاستمعوا له.. ستشعرون بعظمة الله سبحانه، وبخشوع كبير, أنقلها لكم كما قرأتها, فأنصتوا: (مع الفجر أيقظه هذا النداء مرة أخرى.. الله أكبر.. الله أكبر.. جلس فزعاً وهو ينصت بكل حواسّه.. وما أن انتهى الآذان، حتى عادت ذاكرته إلى الوراء ثلاثين عاماً حين كانت أعظم لحظة في حياته, تلك اللحظة التي نزل فيها من المركبة الفضائية الأمريكية إلى القمر..
أتدرون من هو.. إنه أرمسترونج ـ أول إنسان ينزل فوق سطح القمر ـ قال ـ محدثا نفسه بعد سماعه للأذان ـ نعم.. هناك سمعتُ هذا النداء أول مرة في حياتي, تذكر كيف راح يصيح فوق سطح القمر دون وعي منه: جليلٌ أيها الربّ.. قدّوسٌ أيها الربّ..
نعم.. هناك على سطح القمر، سمعت هذا النداء أول مرة في حياتي، وها أنذا أسمعه وسط القاهرة على الأرض! ثم قرأ بعض التراتيل الإنجيلية، عسى أن يعود إلى النوم، لكنه لم يستطع، فأخذ كتاباً من حقيبته وراح يقرأ فيه.. أراد أن يمضيَ الوقت به حتى يأتي الصباح، لكنه كان يقرأ ولا يفهم شيئاً.. في أعماق نفسه كان ينتظر أن يسمع هذا النداء مرة أخرى، وهو يتلهّى في تصفح كلمات الكتاب بين يديه.. جاء الصباح، ولم يسمع النداء، فنزل إلى الإفطار.. ثم مضى مع مجموعته في جولة سياحية، وكل حواسه تنتظر تلك اللحظة التي سيستمع فيها النداء مرة أخرى.. إنه يريد أن يتأكد قبل أن يعلن أمام الملأ هذه المعلومة الخطيرة!!
وهناك.. وهو داخل أحد المتاحف الفرعونية، سمع النداء من جديد، بلحن جميل يصدح من مذياع أحد الموظفين في المتحف، فترك مجموعته، ووقف بجانب المذياع يصغي بكل حواسه!! وحين انتصف الأذان، نادى رفاقه قائلاً: تعالوا.. تعالوا اسمعوا هذا النداء.. فجاءه مرافقوه وهم يبتسمون بصمت واستغراب، وأراد أحدهم أن يتكلم فأشار إليه أن يصمت ويتابع السماع، وحين انتهى الأذان، قال لهم هل سمعتم هذا؟!، قالوا: نعم.. قال: هل تعلمون أين سمعت هذا قبل أن أسمعه الآن؟!، لقد سمعته على سطح القمر عام ١٩٦٩م..فصاح أقربهم إليه: مستر أرمسترونج، أرجوك لحظات على انفراد.. ومضيا إلى إحدى زوايا المتحف، وراحا يتحدثان بانفعال غريب..! وبعد دقائق ترك أرمسترونج المجموعة خارجاً إلى الشارع، واستقلّ سيارة أجرة إلى الفندق، والغضب الانفعال الشديد بادٍ في ملامح وجهه.. كيف يقول لي سميث إنني أصبت بالجنون؟!،وبقي في غرفته ساعتين مستلقياً على فراشه وهو ينتظر.. إلى أن صاح المؤذن من جديد: الله أكبر.. الله أكبر.. فنهض من فراشه وفتح النافذة، وراح ينصت بكل جوارحه ثم صاح بملء فيه: لا.. أنا لست مجنوناً.. لا أنا لست مجنوناً.. وأقسمُ بالرب أن هذا ما سمعته فوق سطح القمر!!،ونزل إلى الغداء متأخراً عن رفاقه، ومضت أيام سفره بسرعة وهو يتعمد الابتعاد عن كافة مرافقيه في الرحلة، إلى أن عادوا جميعا إلى أميركا، وهناك عكف أرمسترونج على دراسة الدين الإسلامي، وبعد فترة بسيطة أعلن إسلامه.
وصرّح في حديث صحفي أنه أعلن إسلامه لأنه سمع هذا النداء بأذنيه على سطح القمر!!الله أكبر ...الله أكبر.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهدُ أن محمّداً رسولُ الله.. حيّ على الصلاة.. حيّ على الفلاح.. اللهُ أكبر الله أكبر.. لا إله إلاّ الله.. لكن بعد أيام قلائل، جاءته رسالة من وكالة الفضاء الأميركية فيها قرار فصله من وظيفته!!، هكذا ببساطة تُصدِر وكالة الفضاء الأمريكية أمراً بالاستغناء عن خدمات أول رائد فضاء يهبط على سطح القمر، لأنه أعلن إسلامه، وباح بسرّ سماعه الأذان هناك فوق القمر!!،أعلنها أرمسترونج في وجه صحفي يسأله، عن جوابه على قرار فصله.. إذ أجاب بكل عزة: فقدتُ عملي لكنني وجدتُ الله).
لينا صالح
على سطح القمر. عرف الله! 1355