المشكلة أننا نعاني من سطحية النظرة, فلا ندرك من الآية الفكرة فنكتفي من السطح بالقشرة ونعد الغوص ضرباً من المغامرة.. وآخرون يقرؤونه تطرفا, هكذا يرونه وبذلك المسلم يقنعونه.. وبعد محاولة غوص في بحر الحياة المتلاطم خرجت - بتصوري المتواضع- أن عبارة "قوموا إلى سياستكم" مثلها مثل عبارة " قوموا إلى صلاتكم".. فهذا الذي أراه عمقاً يراه العلمانيون ومخدوعوهم عقما، فالغوص في بحر السياسة (بحر الحياة) يخيفهم ويقلق منامهم؛ لهذا يهددون من يحاول ذلك بالغرق وإن لم يخف التهديد وغامر يجهزون له أسماك القرش لتخطف حياته أو لتتلهى بأجزاء منها.. فالحياة بحران أحدهما للسياحة والسباحة وآخر للسياسة وغالب الإنسانية رسى وعيها على ظهره بقصد السياحة والسباحة وأغلب مقتنعة بأن الغوص في باطنه تجاوز للباقة السياحة والسباحة, فالغوص - حسب العلمانيين - قباحة !!! لهذا تقول للغالبية ابقوا في السطح وتجنبوا الخطر واترك الخبراء بالغوص للغوص فتجنبوا الخطر ونحن لن نحرمكم من بعض الدرر, فظن المغفلون المغلفون أنهم سياح يخشون الخطر وما علموا أنهم "غجر" مثلهم في مصر قائد الغفر!! وما علموا أن فهمهم هذا صار على الأمة هو عين الخطر وهو الأدهى والأمر.
د.حسن شمسان
المشكلة .. معضلة وعي لا أكثر (!) 1184