أمر ما يعربد في رأسي, ويشغلني، ويضايقني وكثيرون مثلي.. وهو أنه لماذا إلى الآن الأخ الرئيس/ هادي وحكومته حكومة الرحالة (وزراؤها رحالة مسافرون طوال السنة) معترفون بالنظام الانقلابي في مصر!.. لماذا؟.. خاصة، بعد كل هذا الدم الذي أساله الانقلابيون في شوارع وميادين مصر الكنانة!.. لماذا لا زال هادي يعترف بهؤلاء القتلة، أو حتى لا يعاتب؟ لماذا لا يعلن ـ في بيان وخطاب رسمي ـ رفضه لإسالة دماء شباب مصر الأطهار الأبرياء السلميين؟.. ألم يقل هادي يوماً: إنه يحيي ثورات الشباب السلمية، ويؤيد ثورتهم التي تقتلع أنظمة مستبدة واهنة؟.. فلماذا هو الآن مع المفسدين في الأرض المستبدين, ولا يزال وحكومته معترفين بأنظمة مستبدة في مصر وسوريا؟! وسفاراتهم لا زالت مفتوحة ويسيطر عليها أناس غير شرعيين, لا يمثلون الشعب المصري ولا الشعب السوري.. هناك أقوال منك ياسيدي لا تطابق أفعالك! إننا نحتج, نعترض, ياللمصيبة, الشعب اليمني يغرد في وادي, وسلطة وحكومة هادي والمبادرة الخليجية المشؤومة في وادٍ آخر تماما!.. لماذا أيها الأخ الرئيس هادي؟!..هل تستطيع أنت أو أحد من حكومتك الإجابة؟!..كلا.. إنكم لا تجرؤون حتى على مواجهة أنفسكم، وتعترفون لها.. كم أنتم خاضعون لآل سعود وآل نهيان وأمريكا للأسف!!. نعم.. إنها ضغوط الجارة الكبرى تحديدا, وهيمنتها على القرار اليمني منذ سنين وليس اليوم, تدخل آل سعود السافر في أدق شؤون اليمن، أصبحت سيفا مسلطا على اليمنيين!.
***
هناك حقيقة، بات من الضروري والهام جدا إدراكها، وهي: في اليمن اليوم في هذه المرحلة الحرجة الخطيرة التي تحاك لنا فيها أمور وأمور، وتدبر لوحدتنا وأمننا ولثورتنا السلمية، ولنهضتنا من مستنقع الخراب الذي ظللنا فيه طوال عشرات السنين التي مضت, في هذا الوقت الآن.. نحتاج لقيادة ورئيس جديد قوي حر, لا يرضخ لأي ضغوط خارجية تتعارض مع مصالح اليمن ورغبة وإرادة شعبها وثورته.. إذن دليل آخر يؤكد على أن التمديد خطر على ثورة اليمنيين ومصالحهم الاستراتيجية, وأنه (أي التمديد) لا يخدم غير مصالح نظام آل سعود وأمريكا والغرب, وإلا فلماذا يخشون -أمريكا واوروبا والخليج- من إجراء الانتخابات الرئاسية النزيهة في اليمن في موعدها في ٢٠١٤م؟.. أليس الغرب يزعم انه مع الديمقراطية ومن أشد داعميها في العالم!،أليسوا يقولون انهم يشجعون شعوب المنطقة على أن تكون شعوب حرة؟!..طبعا كاذبون!.. إننا نعلم أن التمديد إن حدث فسيكون نكسة كبيرة لثورة التغيير وعائقا كبيرا أمام حدوث التغيير المنشود، وإنه بكل تأكيد نكسة وعقبة كبيرة أمام تحقيق أهداف ثورة فبراير ٢٠١١م, لأننا نعلم أنه سيعيد إنتاج نظام صالح والثورة المضادة بكل قوة، بل وأقوى من الان!!.
***
اليمن لا تخلو من الرجال الافذاذ المخلصين، والقادرين على تحمل مسؤولية وحكم اليمن.. انتخابات حرة نزيهة في ٢٠١٤م،مطلب شعب ووطني وثوري.. واسألوا الشعب عن ذلك، بإجراء استفتاء حر مباشر، وستجدون أن الشعب اليمني يرفض التمديد بكل قوة!.. لا يحق لأحد أيا كان في الداخل أو الخارج إملاء وفرض التمديد على اليمنيين.. ليس من حق أي أحد ذلك!..
***
المبادرة الخليجية انتهى دورها، سواء حققت المرحلة الانتقالية أهدافها أو لم تحققها.. فحدوث الانتخابات الرئاسية الحرة النزيهة في موعدها المقرر، هو الأمر الوحيد الكفيل بوضع اليمن على طريق النجاة الصحيح، والكفيل بالوصول إلى نجاة البلد من أي فوضى محتملة او مؤامرة دولية للتدخل في الشأن اليمني!.. نعم وبكل يقين نقولها: ان اجراء الانتخابات الرئاسية الحرة في موعدها.. والرجوع إلى الشعب. هو الذي سيخرج اليمن من عنق الزجاجة بإذن الله.. وهو الذي سيقضي على الثورة المضادة ومن يقفون خلفها.. نعيد ونكرر: لن يحل مشاكل اليمن إلا قيادة ومنتخبة شرعية.. وليس دول الخارج، أو دول الجوار من ستنقذنا وتحل مشاكلنا!.
***
هادي.. وعدت أنك ستلتزم للشعب، وبأنك تقود مرحلة انتقالية مدتها عامين فقط، وهاهما العامين قد شارفا على الانتهاء.. أوف بوعدك لشعبك.. حتى يحترمك شعبك، وحتى نذكرك بخير، ونحكي للأجيال القادمة بأنك وعدت، فصدقت!.. لا تخضع لضغوط أمريكا أو الخليج أو بقايا نظام صالح المخلوع، لا تخضع لهم، انهم لا يريدون نهضة وتحرر اليمن من هيمنتهم وسيطرتهم التي تخنقنا ،وتمنع عنا اي تقدم بين الأمم ..لا تحرق نفسك.. والتزم بتسليم السلطة لرئيس مدني منتخب شرعي عبر انتخابات حرة نزيهة... وجنب اليمن مؤامرات وخطط تحاك وتدبر بليل.. لمنع أي وصول لرئيس منتخب شريف قوي يحقق لليمنيين امالهم وطموحاتهم في مستقبل جميل ومشرق، مستقبل: يرسمه أبناء اليمن فقط!.. دون أي إملاء وتدخل من حكام خليجيين وظفوا طاقاتهم واموال شعوبهم للتآمر على الأمة العربية، وتدميرها دولة دولة بدأوا بالعراق وأضاعوا قبله فلسطين مرورا بسوريا التي سلموها جاهزة لإيران، بعد أن سلموا العراق لإيران، ثم هاهم اليوم يفترسون مصرا بمخالبهم وأنيابهم القذرة، ويتناهشون لحم خيرة أبنائها وشبابها وأما اليمن فحدث ولا حرج إنهم يقتلون اليمن منذ زمن بعيد، منذ أن وجد كيانهم السرطاني المشبوه في أرض جزيرة العرب، كيانهم الذي صنعته بريطانيا الاستعمارية لكن خابوا، وخاب من يراضيهم على حساب اليمن الحبيب.
***
إن من شأن إجراء انتخابات حرة نزيهة، يتنافس فيها عدد من الشخصيات الوطنية ذات الكفاءة والنزاهة لسباق الرئاسة، وأن يختار الشعب رئيسا منتخبا لأول مرة في تاريخ اليمن هذا يعد نصرا و تتويجا تاريخيا لنضالات شعبنا الصابر المثابر، وأحد ثمار ثورة الشباب السلمية المجيدة.. إن من شأن عدم التمديد، وبالتالي مجيء رئيس جديد منتخب ذا شرعية منتخبة وشعبية وصلاحيات كاملة.. هذا من شانه أن يعطي دفعة نوعية لحدوث تغيير حقيقي وجذري لليمنيين لصناعة التغيير الذي أرادوه وتمنوه في ثورتهم السلمية في فبراير٢٠١١م.. لقد بات واضحا للعيان وللكل أن هادي بات مقيدا وغير قادر وعاجز تماما عن صناعة التغيير الذي اراده الشعب اليمني.. وواضح ايضا انه عاجز حتى عن حماية رجالاته من رجالات الجيش والامن الذين يتساقطون أمامه كل يوم بالعشرات قتلا واغتيالا ،على ايدي جهات وأفراد هو يعلمهم جيدا والشعب أيضا يعلمهم، وهم بوضوح: بقايا ونافذي نظام (صالح) ..الذي أطاحت به ثورة الشعب السلمية وبات يدافع عن مصالحه بشراسة وحقد وبكل إجرام بحق هذا الشعب، انتقاما وحقدا.. هادي انتهى دورك وأديت بشكل لا بأس به بحسب المتاح لك لكنك لست الخيار المثالي للمرحلة القادمة مرحلة إما بناء اليمن الجديد الحقيقي أو ثورة شعبية عارمة تطيح بالجميع ثورة ستكون اقوى واعظم لان الشعب أعطى الجميع فرصة كافية وطويلة وصبر كثيرا ولن يصبر أكثر! هذه هي الحقيقة لا تجعلهم يخدعوك ويرسموا لك صورة أخرى وردية مخالفة ومغايرة لما يجري على ارض الواقع تماما !!..لا تجعلهم يخدعوك!.
***
إن مجيء رئيس جديد لليمن وذهاب هادي صار ضرورة ومطلبا شعبيا ووطنيا وثوريا وهو السبيل الوحيد لكسر الثورة المضادة التي قيدت هادي وحكومته تماما وأطلقت يد (صالح ) ونظامه العميق الفاسد المتغلغل في مؤسسات الدولة وأجهزتها وكل أركانها..وأطلقت يد الحوثي ليبطش بأبناء اليمن وجعلته اقوى أضعافا مما كان عليه قبل عامين!. الرئيس القادم يجب أن يكون منتخبا بكل حرية من اليمنيين ويمتلك كل الدعم والرضا الشعبي حتى يستطيع أن يكسر الثورة المضادة المخفية بلباس(المبادرة الخليجية!). *** في فبراير ٢٠١٤م: يكون اليمنيون قد انتهوا من مرحلة المبادرة الخليجية وبدأوا مرحلة أخرى مرحلة الحرية والانعتاق من تسلط وسيطرة الخارج !.
***
إن صمت ساحات الثورة، والشعب عموما الآن، عن إعلانهم والجهر بكل قوة ووضوح عن رفضهم التام لمسألة التمديد.. هذا سيغري الأحزاب المشاركة والظاهرة الان في المشهد السياسي..(مشترك وغيره)صمت الشعب، سيغريها أن تنخرط وتقبل بصفقة يعكف الخارج الآن على تمريرها، صفقة، أهم بنودها, التمديد لهادي ونظامه المشلول. نعم.. فالحال اليوم يخدم الخارج هم يريدونا هكذا مشلولين لا يريدون منجزات وتنفيذ لأهداف ثورة الشباب والشعب السلمية والتي هدفها الأسمى: التغيير الجذري لواقع اليمن البائس والتعيس. ولا يريدون حربا طاحنة اهلية او فوضى تخرب وتهدد مصالحهم الاستراتيجية المرتبطة بموقعنا الاستراتيجي الجغرافي الهام جدا بينما نحن الشعب لا نريد هذا الحال السلبي. نريد تغييرا شاملا جذريا ينتشلنا من أوضاعنا البائسة المأساوية اقتصاد مدمر بنى تحتية منعدمة فقر مدقع نهب تام وشامل لكل ثروات البلاد خراب كامل لخدمة الكهرباء كوارث محدقة بأمن اليمنيين المائي مناطق شاسعة من محافظات البلد بدأت بالفعل تفقد الماء والكهرباء فلتان أمني بأغلب المحافظات احتلال إيراني لصعدة ومحافظات أخرى عن طريق ذراعها الحوثي دمار على كل الأصعدة. ماذا بعد؟!..لن ينهضنا من هذا الخراب، ولن يحل مشاكلنا إلا حل واحد كفيل بحلها حلا جذريا وهو: قيادة جديدة للبلد تكون نزيهة وحرة وذات كفاءة عالية قيادة تستطيع استغلال مقدرات وثروات البلد الهائلة لحل كل مشاكلنا وانتشال الانسان اليمني مما هو فيه!.. نعم.. فاليمن تملك إمكانيات جبارة ،وارضنا بكر لم تستكشف بعد كل خيراتها فقط، اليمن بحاجة: لقيادة نظيفة اليد نزيهة تستغل مقدرات اليمن الهائلة في حل مشاكل اليمن الاقتصادية المتدهورة في نفس الوقت قيادة تكون قوية محنكة تصمد أمام ضغوط ومؤامرات الدول الكبرى، قيادة تستطيع ان تنتشل اليمن وتخرج اليمن من عباءة وسيطرة الخارج، لازمتنا سنينا، وأوقفت حال اليمن تماما، ومنعت عنا أي تقدم وتطور!.. فهل تعي يا هادي مالذي تحتاجه اليمن؟!..وهل تعي أنك ستكون شريكا في المؤامرة، إن رضيت بالتمديد؟!..سيدي الرئيس : السلبية.. أن تكون مجرد صدى للآخرين!.. فلا تكن مجرد صدى لهم.. وارفض بقوة وحسم، واعلنها صراحة قوية مدوية: سأوفي بوعدي لشعبي، وأسلم السلطة في ٢٠١٤م لرئيس منتخب بإرادة شعبي الحرة!.. ولك منا السلام.