ما بني على باطل.. فالبناء كله باطل.. واستمرار التغاضي عن حجم الجرائم المهولة ضد الانسانية من قبل عصابات الحوثي الإجرامية في دماج وغيرها، أمر غير طبيعي، وغير منطقي، ومريب للغاية، من قبل السلطات اليمنية وحكومة ونظام هادي منصور، لكن إذا علمنا، ووضعنا في الاعتبار.. أن نصف تلك الحكومة المعاقة أصلا، بوجود نصف منها وفي داخلها، من يعمل ضدها وعكس اتجاهها!.. نصفها ذاك: الذي يمثل المخلوع صالح ومشروعه المدمر لليمن وأمنه واقتصاده!.. نعلم، ونقدر ونتفهم أن تكون هذه السلطة متراخية امام هذا القتل المجاني لليمنيين في دماج وصعدة، وأن تتعامل بكل هذا التجاهل القاتل الغير أخلاقي لمعاناة ومأساة المواطنين هناك، سنتفهم ذلك لأننا نعلم حقيقة وجوهر الأمر، وحقيقة الطبخة القذرة!.. لكن هذا طبعا، ليس له علاقة بأن نقبل خذلان الناس من قبل حكومة واجبها أن تحميهم وتحفظ أرواحهم وأملاكهم وأمنهم، إنه لا يوجد أي مبرر في الدنيا يعفي السلطة الحاكمة بكل أجنحتها المؤيدة أو المضادة للثورة، فالمسؤولية يتحملوها كاملة أمام الله والوطن.. وإذن، دليل آخر إضافي يؤكد، أن (صالح)الذي لا يزال يحكم عبر رجاله من حزب المؤتمر وحلفائه (الذين كانوا يحكمون معه قبل الثورة!.. والذين قامت عليهم الثورة!!)..تثبت الأيام كل يوم، كم ارتكبوا من جريمة بحق هذا الشعب، من منحوا صالح ورجاله حصانة، بل وسلموهم نصف السلطة والحكم!.. الأمر شاذ، وعجيب، ولا يقبله العقل والمنطق!.. لكنه حصل.. هذه هي الحقيقة المرة.. التي أنتجتها لنا المبادرة الخليجية!.. كم ظلمونا نحن الشعب.. لم تنصفنا، مبادرتهم تلك، أو قل مؤامرتهم.. هو أقرب للحقيقة.. وأعادت إنتاج من جديد، نظام صالح بكل فساده وإجرامه.. حين أتوا لنا بصالح من جديد وفرضوه على المشهد ثانية!.. ماذا فعل.. هل احترم وقدر هذه المنحة العظيمة، هل خجل، شكر الجميل، حين منح حصانة لا يستحقها، هل كف يده عن قتل اليمنيين وتدمير اقتصادهم وحياتهم وزعزعة أمنهم واستقرارهم!.. كلا طبعا!. لم يفعل.. سنظل ندفع ثمن حصانة، ثمنا باهضا حتى تزول!. نعلم جميعا، أن الحوثي ما كان ليصل إلى كل هذه القوة والافتراء والبطش، دون حجم التعاون الهائل الذي قدمه له بقايا نظام صالح وأعوانه من قيادات عسكرية وسياسية نافذة كبيرة، كانت في مناصب هامة وحساسة.. وبعد أن اقتلعتهم الثورة الشعبية، اتجهوا لدعم كل ما من شأنه إلحاق الضرر والخراب لليمنيين، جزاءً لليمنيين، وهكذا هو رد جميلهم للشعب الذي صبر عليهم وتحمل فسادهم وظلمهم ٣٣عاما،واليوم يكافئون الشعب بالتحالف مع أعداء الشعب، وإعلان الحرب على الشعب، بتقديم الدعم اللامحدود لعصابات التخريب والحرب، وطبعا، ليس هناك أفضل في داخل اليمن، من الحوثي حقدا وكرها على الشعب اليمني.. فوجه بقايا نظام صالح للحوثي، كل طاقتهم ودعمهم من مال وسلاح وتعاون لوجيستي.. لهدف واحد اجتمع عليه الحوثي وصالح وهو: تدمير اليمن وتمزيقها والسيطرة على مقدراتها ارتهانا وتنفيذا لمخططات الخارج!.. ذاك يعمل لتحقيق مصالح إيران.. وهذا ينفذ أجندة ومصالح آل سعود وأمريكا وحكام دبي وأبو ظبي!.. لقد تحالفوا على اليمن منذ زمن، وليس الآن.. تحالف الشيطان!.. لا زال قائما، ويكبر كل يوم. إن قبول وجود كيان سرطاني خبيث مثل(الحوثي) في العملية السياسية، دون أن يضع سلاحه وبطشه جانبا، لهو خطأ فادح من نظام هادي، ولكنه ليس خطأ من الغرب والخليج وأمريكا.. فهم -أي رعاة المبادرة والخارج عموما- يتعمدون ارسال رسالة تدليل ورضا لحركة الحوثي ولايران من خلفه، رسالة مفادها: استمروا بالكوارث التي تحيقوها باليمن!.. سندعمكم، ونوفر لكم غطاء مبطن!.. لن يحاسبكم أحد!.. ورأينا في حوادث السفن الايرانية المحملة بالسلاح والمتدفقة على السواحل اليمنية ولا زالت، لزعزعة استقرار اليمن، يفعلها الإيرانيون والحوثيون بكل سفور ووجه مكشوف.. هل لاحظتم أنهم-الحوثي وإيران- يتصرفون بمنطق القوة، وأن الحوثي يتصرف بطريقة ذاك الذي لا يخشى العقاب مطلقا!.. بل الأكثر: ذاك الذي ينتظر مكافأة على أفعاله!.. لا تستعجبوا!.. كل شيء ممكن!.. يجب أن نكون مستعدين نخبا واحزابا وشبابا وشعب عموما للاحتمال الأسوأ!.. نكون سذجا إن ظنينا بـ(أمريكا والسعودية والخليج وأوروبا وروسيا): أنهم يريدون لنا ان ننال الحرية والرخاء والإرادة الحرة، وان نبني دولة ديمقراطية حقيقية تتحرر من هيمنتهم واستعبادهم لشعوبنا، سذج إن ظنينا ذلك.. وخير مثال: تحريضهم للجيش المصري للإطاحة برئيس منتخب مدني، ودعمهم وتحريضهم المستمر للإجهاز والقضاء تماماً على التجربة الديمقراطية الوليدة بمصر.. فلنأخذ العبرة إذن!.. هؤلاء لا يريدون مصلحتنا.. لا يريدون الحرية والتحرر لنا من نفوذهم وسيطرتهم أبدا!. كنت قبلا أعتقد أن الحوثي مدعوم من إيران.. اليوم: تأكدت أن الحوثي مدعوم من ايران وأمريكا وأوروبا وروسيا والسعودية والإمارات!!.. هل أنتم مستغربون؟!..لا تستغربوا.. إنه زمان كثر فيه العجب واللا منطق واللا انسانية.. وستؤكد الأيام صدق وصحة هذه النظرية.
لينا صالح
عصابات الحوثي وتحالف الشيطان..! 1454