الكل يعلم أن الحصانة منحت لصالح وأركان نظامه لتحميهم من المحاكمة على الجرائم التي اقترفوها بحق اليمنيين خلال مراحل ثورة فبراير مقابل تخليهم عن السلطة وحقن دماء اليمنيين والقبول بحل سياسي تقدمت به دول الخليج الحليف الأقوى لصالح ونظامه خلال العقود الماضية ورعاية أمميه , أجبرت القوى الثورية على القبول بها من اجل الخروج بالوطن من أتون حرب كادت أن تأتي على الشجر والحجر في البلاد . والكل يشعر اليوم أن هذه الحصانة أصبحت عبئ ثقيل على اليمن واليمنيين من خلال ممارسات من أعطيت لهم . بحيث يرى الكثيرين أن الحصانة تحولت من منطق أدانه لصالح ومن معه لما تحمل من اعتراف ضمني منهم بارتكابهم لتلك الجرائم إلى نقطة قوه يمارسون من خلالها جرائم جديدة لا تقل بشاعة عن جرائمهم في 2011 م وصل بهم الأمر إلى قتل أبناء القوات المسلحة بالعشرات والتحضير لعمليات انقلابيه من خلال السيطرة على مقرات أمنية وعسكرية وإثارة الفوضى الأمنية وتخريب ممنهج للخدمات العامة التي توثر بشكل مباشر على الموطن كالكهرباء وخطوط نقل النفط المعد للتصدير والتقطعات لمنع وصول المشتقات النفطية في الداخل . فخلال شهر سبتمبر لوحظ بروز حالة الفوضى في اغلب المحافظات من خلال قطع منافذ المدن الرئيسية للمنع الدخول اليها بما فيها العاصمة صنعاء أغلقت منافذها من جميع الجهات كمقدمة لعملية انقلابيه فاشلة أحبطت في ساعاتها الأولى من خلال كشف خيوطها والقبض على خلية ميدانيه مكونة من عدد من القيادات الأمنية والعسكرية كانت تهدف إلى السيطرة على مقرات عسكرية وأمنية وإعلامية . وظهور المظهر المسلحة لمدنيين بزي عسكري متزامنة مع إغلاق العاصمة في محافظات عدة كتعز والمحويت وحجة وتسريبات إعلامية لمخططات للسيطرة على بعض المحافظات كإب والضالع ونشاط القاعدة بشكل مفاجئ في شبوه وصنعاء وتعز وما رافقها من انسحابات من لجان الحوار للبعض المكونات وما رافقها من حملات إعلامية على الحكومة ورئيس الجمهورية والأحزاب السياسية وما حدث في تعز من اعتداء على مقر الإصلاح وكذلك ما حدث في المنطقة العسكرية الثانية التي سيطر عليها مسلحين قيل انهم من تنظيم القاعدة وما تداولته وسائل الإعلام عن مشاركة قيادات عسكرية من منتسبين المنطقة ذاتها في تلك العملية , انعدام المشتقات النفطية في اغلب المحافظات مع ان تصريحات شركة النفط بانها تضخ الكميات الكافية إلى السوق وتنفي أي زيادة على أسعار المشتقات النفطية سالت احد أصحاب المحطات عن أسباب الطوابير أمام المحطات فأجاب والله ما ندري ليش, و أردف قائلاً نشتري بنفس السعر ونأخذ حصصنا المعتادة إلا أنها تتأخر بعض الأوقات بسبب التقاطعات في الطرق . كل ذلك يوحي ان الحصانة قد تحولت إلى مشروع لتقويض امن الوطن واستقراره ووحدته وبناءة الاجتماعي جعلت المتحصنون يتمادون في ممارسات أعمال التخريب والفوضى في البلاد من اجل خلق حالة من التذمر لدى الجماهير لخلق قاعدة من السخط الشعبي لتكون أداة لإعادة الماضي وقاعدة يتكئ عليها الانقلابين مستفيدين من ما حدث في مصر. وقد لوحظ في الأسابيع الماضية كثرة الإخبار المتداولة في الأوساط المجتمعية عن رحلات مكوكية بين المحافظات للرئيس السابق إلى بعض المحافظات كالحديدة وإب والتقائه بالموالين له من المشائخ القبليين وبعض الدعاة الموالين له في نفس الوقت هنالك أخبار عن أن الرجل يعاني من حالة نفسية سيئة لا تمكنه من القيام باي عمل بسب سوء حالته النفسية التي أصيب بها على اثر أقامت هادي حفل بذكرى أكتوبر في معسكر الأمن المركزي الذ كان يعده القاعدة الأولى لأي عملية انقلابية قد يقوم بها . والواضح أن اختلاق الأزمات وانتشار الفوضى الأمنية وانتعاش القاعدة دائما ما تحدث مع اقتراب البلاد من استحقاق وطني أو حدث قد يتحقق من ورائه امر مهم للبلاد والملاحظ خلال الفترة الأخيرة أن وسائل الأعلام التابعة لصالح والمحسوبين عليه اكثرة من تناول أخبار عن تمرد في بعض المعسكرات وما حدث مؤخراً من إحباط للعملية انقلابية من خلال الكشف عن خلية صنعاء وما رافقها من حالة الفوضى التي انتهت بمجرد الإعلان عن إحباط عمليه انقلابية تديرها قيادات أمنية تم القبض عليهم , يوحي بان هيكلة الجيش والأمن بدأت توتي ثمارها وان الأمر لو ظل على حالة إلى هذه اللحظة فان الوضع سوف يكون كارثي ولكنها كانت خطوة في محلها لان فشل محاولات الانقلابات والتمردات داخل المؤسسات العسكرية والأمنية ومعرفة الضالعين فيها من القيادات العسكرية توحي بان سيطرة صالح على هذه المؤسسات لم تعد بنفس المستوى السابق لان التخيط للانقلاب والسيطرة على المقرات الأمنية والعسكرية والإعلامية لا يمكن ان يكون بالمستوى الذي يجعله يكشف في لحظاته الأولى خاصة أن صالح ونظامه يمتلكون ترسانة كبيرة من الأسلحة و الأموال التي بإمكانها تحقيق ما يريدون , كما أن تحالفاته الأخيرة مع قوى كانت في الماضي من أكثر القوى عداء له تدلل على حالة الضعف التي وصل إليها , بل أن تفكيره بإدارة عمليات انقلابية وتخريبية ينافي مع حساباته في الماضي التي جعلته يقبل بالحصانة والخروج من السلطة مقابل ضمان عدم محاكمته ومحاسبته على الأموال التي نهبها هو أعوانه وعائلته تدلل إن قوى التفكير لدية تتردى كلما مرت به الأيام . لان الانقلاب في اليمن لان يكون سهل كما في مصر لعوامل وأسباب كثير حدثت في البناء الأساسية للمؤسسات الجيش والأمن التي كانت منقسمة فقد أصبحت اليوم اقرب إلى إن تعمل كهيئة واحدة ومن يحمل أفكار ماضوية ويحن اليها من منتسبيها لا يعدون عن كونهم أفراد . بالإضافة إلى الإصرار الشعبي على المضي في ركب التغير مهما كانت التضحيات وصالح يعلم مدى ضعف أدائه في الماضي حيال إصرار الشعب الذي خلق حالة من توازن الرعب الذي كان يعده للبلاد والعباد بعد 11فبراير 2011م بالإضافة إلى أن الجيش المؤيد للثورة كان يمثل الرعب الأكبر الذي جعل صالح يقبل بالمبادرة الخليجية التي كان جوهرها حمايته من المحاكمة . حتى تخريب مجاري الصرف الصحي الذي تشكوا منه محافظة الحديدة يكتشف أن ورائه عصابة متخصصة في حفر وتخريب أنابيب الصرف الصحي وطفح المجاري أي فكر شيطاني هذا الذي اعجز إبليس نفسه عن التفكير مثل هولا المجرمين الذين عمدوا علي تخريب أنابيب المجاري وأي فائدة من وراء تخريبها سوى من يعملون على تحقيق مبدأ التحدي القائل ( تتحدوني أخليهم يرحموا على أبي ).
نشوان الحاج
الحصانة مشروع يهدد الوطن 1259