اليمن ذلك البريق الآخذ الذي يسلبك لبك ويجعلك تقف أمامها حائر لا لشيء إلا لأنها جمعت أغرب المتناقضات تسحرك طبيعتها الخلابة ويحز في نفسك سوء استغلالها تذوب حباً فيها وتتمنى لو تحلق بعيداً عنها علك تجد نفسك المفقودة في حناياه تعشقها وتتغزل بها وتشعر أن قواميس الحب والغزل لا توافيها حقها وكثيراً ما تتضجر منها وتشكو تعثر خطواتك في منعطفاتها تناقضها انعكس على كل شيء فيها بما في ذلك أبنائها ففيهم نرى الإيمان في أبهى حلة عقيدة راسخة وفكر متوقد وتصرفات خاطئة وفساد متأصل حكمة وإبداع خلاق وهروب ويأس قاتل على ضفافها..

نرى الكرم والعطاء وفي مرابعها نرى العوز والفقر فيها نرى العلماء والدعاة وعلى ساحاتها ينتشر المزورون والمرتشون تنتفض أرضها بطلاب العلم ويحلق على ربوعها الجهل ترى فيها معاني الكفاح ويسوئك فيها انتشار البطالة والخمول لا مكان فيها للأفكار الغريبة عن المعتقد والخلق وتعشش فيها الأفكار العجيبة المؤصلة للفساد والإفساد منحتنا الكثير ومنحناها القليل وسلبتنا الكثير وسلبناها أجمل ما فيها أجرمنا في حقها مع ادعائنا حبها ، حالنا وحالها حالنا مع هذه العقيدة تسمو بنا وننحدر بأنفسنا فأن رمنا الخروج من دائرة الانحدار كان لا بد أن نسمو بعقيدتنا, وإذا أردنا الخروج باليمن من المأزق الذي أوقعناها فيه كان لابد أن نسمو بأخلاقنا.