علي جمعة تخرج من كلية التجارة لا ليتاجر بالسلع التجارية, بل ليتاجر بالفتاوى الشرعية؛ ويسوق للانقلاب؛ يذهب بعض المثقفين وحتى بعض المنتميين لمؤسسات عريقة في العمل الإسلامي أو السياسي، فليس ثمة فرق بتصوري بين ما هو إسلام أو سياسي، إلا أن المسئولية الكاملة يتحملها السيسي، ولا شأن في ذلك لعلي المفتي، حيث إن الأخير -ونعوذ بالله من التشهير - أفتى بقتل الخوارج ولم يتفوه ببنت شفة عن الإخوان أو الشعب المصري، وأن من يذكر المفتي بسوء أو يشهر به في وسائل الصحافة أو الإعلام فإنه يضمر العداء ليس للمفتي علي كفته - عفواً- (علي جمعة)، بل إن الذي يذكر هذا الأخير الحقير بسوء إنما هو يشهر بجميع العلماء، وإنه يتعارض مع مقولة الإيمان "لكل جواد كبوة والمقولة -التي نزلت منزلة الحديث القدسي- "لحوم العلماء مسمومة". وإذا جئت لنقنعه مستدلا بقصة بلعام بن باعوراء وأنه قد كان على منزلة كبيرة من العلم ومع ذلك شببه الله تعالى بقوله (فمثله مثل الكلب) فماذا عن "علي كفته" خريج كلية التجارة وليس كلية أصول الدين ألا يكون قزما تجاه بلعام الذي كان يعلم أسماء الله الحسنى فسماه الله كلباً يلهث ويسمي أمثال أولئك المجادلين بغير علم علي كفته جوادا ليستدل بتلك العبارة السابقة مع أنه تخرج من كلية التجارة ليمارس تلك المتاجرة بالدين وتوظيف النصوص الإسلامية توظيفاً يندى له الجبين؛ وذلك عندما يقارن إحراق مسجد الساجدين بمسجد ضرار المنافقين؛ وعندما يوظف حديث الخوارج لصالح الخوارج أنفسهم ويلبس السيسي رئيس الانقلاب بزة الخليفة علي بن أبي طالب ويسقط دلالة الحديث على الرئيس الشرعي ليلبسه جبة الخارجي وهو الذي حظي بأغلبية الشعب المصري عبر انتخابات حرة وشفافة ونزيهة.
أنا لست متألماً مما أفتى به علي كفته ولا مما اقترفه السيسي استناداً للفتوى, فتلك هي تجارتهم؛ لكن يعتصر قلبي ألماً وحسرة من أنصاف المتعلمين والمثقفين الذين تكمن فيهم نصف معضلة الأمة وذلك عندما يجادلون بغير علم وأحياناً بسوء نية ليدرج "علي كفتة" ضمن العلماء المحصنين من النقد وليس أحد دون النقد أو فوقه الذين لا يجوز التشهير بهم ويسرع إلى تحصينه مؤمنا كمال الإيمان بمقولة "لحوم العلماء مسمومة" وعبارة "لكل جواد كبوة" -مع أن البغل ليس جواد-؛ وعندما تأتي وتقول له لقد أفتى بقتل الإخوان والشعب المصري؛ وترسل له رابط الفيديو فيرجع يرد عليك قائلا: لم يذكر المفتي الإخوان ولا الشعب المصري بسوء إنما ذكر الخوارج وأفتى بقتل الخوارج وحينها ارجع فاعتذر عن التفحيش والتشييع والتشنيع بعلي جمعة حاليا الفريق السيسي سابقا؛ فالأول أنما أفتى بقتل الخوارج هذا الأخير أنما قتل الخوارج في رابعة وزاد عليهم المنافقين وأحرق مسجدهم !! والمسامحة من الفريق عبد الفتاح السيسي الذي كان قدوته الخليفة علي -كرم الله وجهه- حيث استخدم الإحراق عين الوسيلة؛ فللسيسي كل الفضيلة؛ إذ لم يصبح قائداً عظيماً فحسب بل أمسى إلهاً؛ لأنه "لا يحرق بالنار إلا رب النار" .. ألم أقل لكم إن أنصاف العلماء والمتعلمين يشكلون للإمة الإعصار ! إن معضلة الأمة -فعلا -في أنصاف المتعلمين وأنصاف المثقفين لأنهم يجادلون بالنصف المشلول فيشلون الحقيقة ويشوهون صورتها فيتهمون من يحاول إبرازها بأنه متعصب ويدرجونه بكل سهولة ويسر ضمن قائمة من يضمرون العداء للعلماء !! حتى أبا حنيفة لم يسلم منهم فقد عذبته ليقتنع فأصر ألا يرتدع .. وسح أبا حنيفة.. نم أبا حنيفة .." اقلب المد أبا حنيفة", فأصر أن يختم المجادلة بخاتمة سخيفة فأنهيت قائلاً: عفواً أبا حنيفة بإقحامك بمثل هذه مجادلة سخيفة!!.
د.حسن شمسان
عفوا أبا حنيفة! 1136