تتوالى الضربات, وتتبادل الهجمات الأدوار, وتُشنّ الحرب, ويُغض الطرف عن الضحية التي هي (دمّاج) الجريحة والتي كذلك استعصى على البعض وخاصة أصحاب (النكبات الإنسانية) الحديث عنها أو حتى توضيح ما يحدث فيها ولصالح من؟.
أُخرست الأقلام, وشُلت العقول, وتجمدت الضمائر عند بعض (الشلل) من دعاة الحداثة ودعاة الدفاع عن الإنسان وكأن من في دماج مجرد كائنات مجهولة لا تحس ولا تشعر بأي ضربة عدوانية موجعة يهتز لها كل إنسان عدا فاقدي الضمائر والذين يتشكلون لنا حسب المصلحة وأينما وجدت الشهرة والمال (الكثير).. قبل أيام وبدلاً من الحديث عن جراح دماج العميق أو ما يعانيه الوطن ككل إذا بإحدى الناشطات التي نكن لها كل الاحترام والتقدير تحاول إسقاط معظم ما بنيته لتتحدث عن بعض العلماء وتنشغل بهم بعيداً عن كل ما هو واقعي ويجب الحديث عنه وكأن الزنداني أو غيره قد حرّفوا الدين الذي تكفّل الله بحفظه من الاختراق والتحريف ولم يعطِ أي ناشط أو ناشطة (الوكالة) بحفظه واسترداده من أسرة أو عائلة كما يروّج البعض ويحاول استصغار عقول الناس, بل الأدهى من ذلك والأمر التطبيل الذي لحق التطاول مما جعل المتطاول كأرجوحة يتلاعب بها الآخرون من أصحاب الأحقاد أو المصالح (الضيقة).. عموماً هذا ليس حديثي في هذا المقال, ولا أريد التشعب أكثر من ذلك , إنما ما يحدث في دماج صعدة من قتل وسلب وتخويف يجعل الأقلام كفيله بإسقاطه واستنكاره بأشد اللهجات ليست الفارسية, بل العربية واليمنية خاصة وهذا ما يجب أن يعمله القلم وليس الحكومة لأن الحكومة مهمتها الفصل وإثبات هيبة الدولة وليس الاستنكار والشجب, فما يحدث بدماج هي حرب ضد الإنسان وكل ما هو حي هناك مع فارق الصمت الإعلامي والحكومي المخيف والذي ينذر بكارثة محققة إن استمر ذلك.. يحاول البعض أن يصور الصراع في دماج بأنه مذهبي ويرجو من مولاه وسيده وإمامه بأن تتوسع هذه الفكرة اللعينة, لكن الأمور واضحة وهي بأن بعض الأطراف تحاول جر اليمنيين جميعاً وليس أبناء دماج فقط نحو المذهبية كون هذه الأشياء لهم فيها مصالح وكأن لسان حالهم تقول: إما أن نستولي على اليمن ونجعلها مجرد بقعة تابعة لأولياء نعمتنا أو الخراب والتدمير, وهذا بإذن الله لن يتحقق لأنه يُصنّف في قائمة الشر التي سنظل نردمها كما فعل ذو القرنين بيأجوج ومأجوج مع فارق أننا نفقه القول إن شاء الله.
أخيراً هي رسالة لا أعلم لمن أوجهها, لأننا قد مللننا من توجيه الرسائل, إنما أتمنى أن تجد صداها هذه المرة, حيث أن مضمون هذه الرسالة: أوقفوا الحرب في دماج, أوقفوا إهدار الدماء في بلدي الحبيب, أوقفوا القتل في دماج وفي كل أرجاء اليمن, اتقوا الله في أنفسكم وأوطانكم.. والله من وراء القصد.
صدام الحريبي
دماج.. مسؤولية من؟ 1618