ظل الشيوخ يعلمون الجيل قائلين:" الشباب هم سر عزيمة الحاضر ونهضة المستقبل".. فلما استعرت عزيمة الشباب واشتد سوقه واستغلظ لينهض.. وقف الشيوخ بفعلهم -ضد قولهم - حائلاً أمام تلك الإرادة وذلك النهوض؛ ليصيروا في صورة "جبل الجليد" كلما اقتربت منه تلك الإرادة المستعرة خمد سعيرها وتجمد نهوض شبابها؛ ليظل الشباب على مر التاريخ في حكم من ينتظر بعيداً عن مكان صنع "قرار التعبير والتغيير" حتى يرحل ذلكم الشيوخ عن طريق "صناديق الموت" لا الحرية..
وهؤلاء الشيوخ نجدهم متواجدين على مستوى الدول والجماعات والأحزاب العلمانية والإسلامية "السلفية والإخوانية".. وعندما يموت الشيوخ بعد "أراذل الوعي".. يكون الجيل الشاب قد ولى شبابه وصار شيخاً؛ فيتأثر بالإرث الثقيل نفسه ويتحدث ليعكس النبرة نفسها وتتولد العثرة.. إن الإرث البغيض يعزل الإنسانية عن التفكير والوعي لتتحكم العادة والوراثة.. وهكذا تدور عجلة الحياة وعزيمة الشباب تضل رهينة الإرث الثقيل وتضل في حكم من ينتظر..
وهكذا تظل الأمة لا تستقر ولا تنتصر.. ليكون لسان "حال الإصلاح" في الأمة.. خذلني الشيوخ, وحال التخلف باركني الكهول.. عندما ضلوا رهينة الكهوف المظلمة.. (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم).
د.حسن شمسان
خذلني الشيوخ..! 1227