كثيرون هم الناشطون في مجال حقوق الإنسان وكثيراً هي المنظمات المدينة التي تزعم أنها وجدت من أجل حقوق الإنسان, لكن الواقع يقول إن العاملين في نصرة الإنسان قليلون هم, فالادعاء سهل والكلام سهل لكن التطبيق والممارسة لا يقدر عليه إلا أولي العزم من الرجال.
الناشط الحقوقي والناشطة الحقوقية لقب يسبق الكثير من الأسماء لكن للأسف يبدو انه في اغلب الحالات مجرد لقب ديكوري من اجل الحصول على الدورات والسفريات والمنح ليس من اجل الدفاع عن المظلومين والوقوق مع المنتهكة حقوقهم واكبر دليل على ذلك الدمـــــــاء التي تســـــــــقط في دمـــــــــــــــاج والتي لم نسمع احد من يزعمون انهم انصار حقوق الإنسان يتكلم عنها وكأن سكان دماج ليسوا من بني البشر.
إن الأحداث تكشف لنا الصادق من الكاذب والحقوقي الحقيقي الذى هدفه كرامة وحقوق الإنسان من الحقوقي المزيف الذى يستخدم حقوق الإنسان في الاسترزاق وطلبة الله.. فالحقوقي الصادق هو الذى يقف مع المظلوم بعض النظر عن من يكون هذا المظلوم ما هي عقيدته وجنسيته والحقوقي الصادق هو من يقف ضد انتهاكات حقوق الإنسان بعض النظر من يكون هذا المنتهك حتى لو كان أبوه أو أخوه, أما الانتقائية وإدانته بعض الانتهاكات وترك أخرى حسب التصنيف الحزبي والمذهبي فهذا ليس عملاً حقوقياً إنما استرزاق وطلب الله وضحك على الذقون.
لقد سمعنا كلاماً كثيراً طوال السنوات الماضية عن زواج الصغيرات لدرجة أن البعض جعل منها قضية رئيسية وأصر على إدخالها من ضمن القضايا الهامة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل هذا شيء طيب لكن كنا نتمنى من هؤلاء نفس الحماس ونفس التضامن مع الانتهاكات التي تحدث في دماج لا نريد منهم انحيازا إنما نريد منهم العمل بمهنية وكشف الحقيقة للناس وإدانة المعتدي ونصرة المظلوم وفق المعايير الحقوقية التي تنص عليها كل الشرائع الدولية.. والخروج من دائرة السكوت والصمت ترك الدماء تسيل الأرواح تزهق.
إن ما يحدث في دماج بمحافظة صعدة يعد عملاً خطيراً وبذرة خطيرة لصراع طائفي يقضي على مبدأ التعايش المذهبي الذي عرف به اليمنيون منذ قديم الزمن, فمنذ سنوات طويلة ودماج تستضيف الآلاف من طلبة العلم الذين يأتون من مختلف مناطق اليمن وبعض الدول الأجنبية لطلب العلم على يد الشيخ مقبل الوادعي بغض النظر عن الآراء التي يعتقدها هؤلاء الطلبة وشيخهم رحمة الله عليه ومواقفهم المتشددة من الجماعات التي قد نختلف معها لكنه لا يوجد مبرر واحد للاعتداء عليهم فهم لم يعتدوا على احد وما يقولونه مجرد آراء وقناعات في إطار العمل السلمى وليست جديدة عليهم فهم متواجدون هناك منذ قرابة 30 سنة وقناعاتهم كما هي لم تتغير فلماذا الاعتداء عليهم اليوم من قبل مليشيات الحوثي؟, هذا السؤال ليس له إجابة سوى إحابة واحدة هي أن هناك قوى خبيثة لا تريد الخير لليمن, تريد إدخال اليمن في صراع طائفي ومذهبي حتى لا يصل اليمن إلى الأمن الاستقرار وتحقيق الدولة الديمقراطية الحديثة.
تيسير السامعى
دماج وناشطو حقوق الإنسان 1272