على مركب الأمل وقفت في وجه المستحيل الذي تتوالى على صناعته أمور كثيرة من الوضع المادي البائس الذي نعيشه كيمنيين في ظل الأزمات التي تمر بالبلاد والعرف الاجتماعي تجاه التعليم الجامعي للفتاة والفتاة الريفية بالذات لما قد تلاقيه من صعوبة لها ولأسرتها أدلفت خطاها نحو إب الجامعة لتحتمي بقداسة العلم وحرمة الجامعة حالمة بمستقبل جميل لها ولمثيلاتها من بنات الأرياف اللواتي حرمنا من فرصة التعليم الجامعي لعلها بعد السنون الأربع التي سوف تقضيها بعيدة عن أسرتها بأمل أن تعود إليهم بشهادة علمية تفرح قلوبهم حين يروا زرعهم وقد كبر ووصل إلى ما كانوا يحلمون.
خرجت من قريتها بدافع الإصرار والجلد والتحدي الذي يصنع الحياة موشحه بأحلام وردية ترسمها في خلجات نفسها لتعد نفسها بالمعرفة لتسهم في صناعة اليمن الذي نحلم به جميعاً.. إلا أن الأيدي العابثة منعتها من الوصول لتلك الحظة حين أخذت منها حقها في الحياة من خلال رصاص الغدر الذي اخترق جسدها, حطم الأمل الذي كانت تحيى به, وأرداها شهيدة على أعتاب الجامعة بأيدي قتلة مجهولين لا لذنب سوى أنها أصرت على أخذ حقها في التعليم مثلها مثل أي إنسان أو لأنها صدفته في الطريق وهو في لحظة تجلياته الشيطانية التي طوعت له قتلها وزميلتها ريحانة التي مازالت تعيش ماسة الجريمة على سرير المستشفى.
سمر وريحانة لم يكونا ممن يتربص بهن الثائر القبلي يقطعن الطريق ولم ينهبنا أراضي الناس, ما تحت أيديهما لا يعدو عن ملزمة وقلم حتى يقتلن بتلك الصورة.
أسف:
أسف على إب وجامعتها التي تقتل طالبتها ولم نسمع من الجامعة بأكاديميتها وطلابها موقفاً مناصراً لحق طلابها الذين تزهق أروحهم ومازالوا في حمى الجامعة.. سمعنا جريمة قتل الطالبة سحر وإصابة زميلتها ريحانة في الشوارع والحواري والمساجد ولم نسمع من جامعة إب بأكاديميها وطلابها موقفاً مناصراً أو مطالباً بحق هؤلاء البريئات في معرفة من الفاعل وعلى الأقل تشكيل قوة ضاغطة على السلطات المحلية في التحرك والكشف عن الجناة الذين هم بالتأكيد بشر وأقل ما كان يتوقع من منتسبي الجامعة الاعتصام داخل الجامعة والضغط من أجل تخليد ذكرى الطالبتين الشهيدة والحية داخل الجامعة كجزء من التعبير عن رمزية الجامعة ومنتسبيها كصرح علمي مقدس لا ينبغي أن تصله الذئاب وأن قداسة الجامعة تعم منتسبيها.
نشوان الحاج
سمر الشهيدة في أبواب العلم 1276