الإخوة المغتربون اليمنيون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نعلم أن معاناتكم كبيرة وأحمالكم ثقيلة, لأنكم تواجهون كل العوائق والمظالم والتعسفات من قبل الدول التي تقيمون فيها بمفردكم ولا تجدون أي دعم من أي نوع ولا مواساة أو استشعاراً بآلامكم من قبل المسئولين في سفاراتنا, رغم كثرة أعداد طواقمهم، لأن آلامكم وحقوقكم المشروعة ليست ضمن اهتماماتهم, ولأن ضمائر الكثير منهم في إجازات مفتوحة، خاصة أنه لا توجد أي متابعة لأدائهم وربما المسيء منهم يكافأ أكثر من المحسن، طالما ولديه من النافذين في الداخل من يدعمه ويتبناه، وهذا المنصب الذي يشغله تم منحه له لا لكفاءته ولكن كمنحة مستحقة له وفقاً لقاعدة منح الوظائف في الداخل والتي تأتي الكفاءة في شغلها في آخر الشروط.
اليوم إخواننا المغتربون في المملكة أمام مصير مجهول نظراً لانتهاء المهلة المعطاة لهم من قِبَلْ أشقاءنا لتصحيح أوضاعهم، نظراً لأن حل هذا الأشكال أكبر من أن يحلوه بمفردهم وكانوا ضحايا, هذه الأوضاع لم يكن لهم ذنب في صنعها، وكان يفترض أن تكون هناك جهود مضنية من قبل الدولة والحكومة لدى السلطات السعودية لحلها، ربما الوضع الذي تعيشه بلادنا في كل المجالات لم يمكن الحكومة من ذلك، وأشقاؤنا في المملكة لم يراعوا حالة الوضع اليمني الصعب، مع عدم تبريرنا للسلطات اليمنية هذه السلبية التي واجهت بها المشكلة.
الإخوة المغتربون: لا أحد ينكر أنكم أوفى الناس وأكثر الناس شعوراً بالوطنية وحباً للوطن، وأنكم تعطون ولا تأخذون وتضحون دون أن تنتظروا مقابلاً من أحد، نعترف لكم أننا جميعاً مقصرون في حقكم وما يبذله البعض منا معكم لا يرتقي إلى مستوى ما تستحقونه.
نكرر نداؤنا للأخ رئيس الجمهورية وللحكومة ولكل مسئول في هذا الوطن, نناشدهم الله أن يعايشوا جراحاتكم وأن يبذلوا قصارى جهودهم لوضع الحلول التي تنقذكم من مستقبل قاتم ومجهول، وذلك بوضع الحلول والترتيبات سواءً بالتفاهم مع الأشقاء في المملكة أو بوضع مشاريع وخطط تستوعبكم داخل الوطن وتضمن للعائدين منكم أعمالاً شريفة توفر لهم ولأسرهم حياة كريمة، وقبل كل شيء نرجو أن يرفعوا عن المغتربين الظلم الحاصل عليهم من قِبل العاملين بالسفارة اليمنية في السعودية, كون معظم المغتربين يشكون من عبث هؤلاء المسئولين وعدم مبالاتهم وابتزازهم لهم فوق ما يعانونه, ويعملون على عرقلة وتأخير الإجراءات الخاصة بعودتهم، وهذا التعامل السيء من قِبَل العاملين بسفارتنا وقعه أشدّ إيلاماً على المغترب اليمني من ظلم الآخرين.
ثقوا يا أشرف الناس أنه مهما تخلى عنكم القريب والبعيد فإن الله لن يتخلى عنكم ولن يسامح من ظلمكم أو قصر في نصرتكم وهو قادر ولم يعمل على رفع الضرر عنكم، والظلم ظلمات يوم القيامة، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.. وثقوا أيضاً أن الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى, فهو الذي خلق الخلق وكتب لكل مخلوق رزقه وما تقومون به من جهود ومعاناة ما هي إلا أسباب تتخذونها, فثقوا بعناية الله ولطفه وأن الرزق المقدر لكم ستنالونه، "ورزقكم في السماء وما توعدون", مع ضرورة الأخذ بالأسباب, والله سبحانه لن يضيعكم أبداً.. أسأل الله أن يفرج همومكم ويزيل معاناتكم ويرزقكم من حيث لا تحتسبون، إنه سميع مجيب.
محمد مقبل الحميري
المغتربون في المملكة مصير مجهول 1402