ملحمة مصيرية في تاريخ أكبر حركة إسلامية ودعوية وإصلاحية على مستوى العالم, حركة (الإخوان المسلمين), مرحلة صعبة تمر بها هذه الأيام فترة ابتلاء وموسم قطف الثمار التي طالما بذلوا من أجلها كثيراً وضحوا بأنفسهم وأموالهم وجهدهم ووقتهم من أجل بناء الإنسان, باعتباره محوراً تدور حوله الحياة وركناً أساسياً في هذا الكون... حسن البناء مرشد الجماعة الأول ومؤسساه الذي وضع الأطر الفكرية لها كان يقول عندما يسأل: لماذا لا تؤلف كتب يا إمام حسن.. كان يرد: بدلاً من أمضي وقتي في تأليف كتب أسعى لتأليف كتاب ناطق وحتى متحرك.. وهكذا هذا الكتاب يصنع آخر بكلامه هذا إبان العالم الجليل وصاحب الفكر النير هدفه الأسمى في نشاطه وحركته وهو (بناء الإنسان وتسليحه بالعقيدة السليمة وشحنه بقيم وتعاليم هذا الدين حتى يغدو إنساناً نشطاً متفائلاً متحركاً ذا روح متشربة بالشريعة وروح وقلب يقظ نوراً وعقلاً مشدوداً لهذا الدين.
في هذه الأيام والحركة تمر بمرحلة في غاية الصعوبة يمثل هذا تحدياً يقف أمام أفرادها ويشكل ضغطاً عليهم ليخرجوا أفضل ما عندهم ويحرروا للأمة أجمل ما يملكون في هذه الأجواء المشحونة والمتوترة والأقاويل يجب أن تظهر عمل الحركة على مدى ثمانين سنة ماضية.. فإذا عمل الإخوان في تلك الفترة هل بنوا الإنسان حقاً؟, أين الإنسان صاحب البناء الشامخ والأساسي المتين والأركان الضاربة في أعماق الأرض ليبدع هذا العالم أروع لوحات النداء وتجسد الإنسانية أبهى صور التضحيات ويسطر للتاريخ أزهى صفحاته حتى يغدو معلماً في جبين التاريخ..
أصحاب الأرواح القوية والأفكار السامية والقلوب المتعطشة للكفاح, يا من حلقت أرواحكم في فضاءات الكون وحلقت ضمائركم إلى آفاق الوجود, يا من بدمائكم طهرتم أرض النيل من أدران الغل وطهرتم أجوائكم من غبار الاستعباد وقدمتم للعالم أنصع صور الإباء في إشراقتكم الأولى, ها أنتم مرة أخرى تلقنون دعاة الديمقراطية درساً آخر في البسالة من أجل العيش بحرية.. أثبتم بما لا يدع مجالاً للإنكار, قدمتم في وضح النهار إشعاعات الفجر الأولى وألجمتم الجميع عن الكلام وأدهشتم العالم أجمع بنضالات الحرية وبسالات الفداء.. حقاً لقد بنيت يا حسن الإسنان!.
محمد المياحي
حقاً لقد بنيت يا حسن الإنسان! 1624