في مؤلفاتهم ومنتدياتهم وكلماتهم المدبجة يرددون دوماً على مسامعنا:" المرأة نصف المجتمع وهي تلد النصف الآخر, فهي المجتمع بأكمله"!.
وقريبا قال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها .. أعددت شعباً طيب الأعراق
وقبل ذلك كله يقول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم):" النساء شقائق الرجال"..
لكن بعيداً عن كل هذه المعاني الحقة, واستعمال البعض لها في عملية تلميع وهمية للمرأة, نرى واقع تعامل رجال اليمن مع نسائه ينطق بعكس ذلك, إلا ما رحم ربي!.. وفي المعترك السياسي نجد بأن المتهالكين على تجييش النساء في هذا المعترك الصعب يغيبونهن بشتى الصور عن مساحات التأثير الحقيقية, ويجعلونهن في ذيل قائمة القيادة, وقلما يشارونهن في مهمات الأمور, وقد فوجئن بخروج مكون كبير منهم يرفض مبدأ (الكوته) معتبراً إياه بدعة ومخالفاً لأعراف المجتمع!..
وبرغم ذلك فإن المشاهد, والملموس بقوة أن المرأة اليمنية مع كل هذه المثبطات والعوائق قد قطعت شوطاً كبيراً في صناعة التأثير وبناء شخصية واعية, متحضرة, مثقفة, فاعلة!, وليس دليل أقوى من مشاركتها الفذة في ربيع الشباب في اليمن.. وبإطلالة واحدة على مداخلاتها وأطروحاتها في قاعات الحوار القائم, يجد المتابع نفسه أمام قامات من النساء المتفردات في وطنيتهن, وتجردهن وصدقهن, وستدهشه دقتهن المتناهية في وضع الحلول, ونقد المواد, وتمحيصها والترقي بها, وذلك في كافة فرق الحوار!..
ياله من عطاء ملهم, ويا لهذه الوطنية التي تجلت أروع صورها في أطروحات الغالبية العظمى منهن!.. إنها المرأة اليمنية حفيدة الخالدات من نساء يمنيات ماجدات سطر صدقهن, وشجاعتهن, ورجاحة عقولهن, و نبلهن التاريخ الإنساني القديم والحديث لأمة اليمن الذي سعد بالمرأة على مر العصور!.
أنا شخصياً أميل لتسليم مراكز سلطة وتأثير عالية للمرأة اليمنية بدءاً بالمجلس الأعلى للقضاء, وحتى منصب رئيس الجمهورية, ولا غرو؛ فالمرأة اليمنية قد أثبتت جدارتها بالقيادة, وجرب المجتمع قيادتها الحكيمة لمؤسسة الأسرة في ظل غياب الزوج المهاجر ونكد العيش في بلادنا الفقيرة, وانتهاء بأدوارها القيادية في منظومات المجتمع القبلي والبدوي والمدني في اليمن ولا ينكر ذلك سوى جاحد!.. بل قد اطلعت على دراسة حديثة تؤكد بأن الغالب في شخصية المرأة في اليمن زيادة قوتها عن شخصية شقيقها الرجل!.. واليمن في الآونة الأخيرة عانت الأمرين من سوء قيادة الرجل للبلاد حين هوى بها للحروب والطائفية والاقتتال الذي لم يتجرع نتاجه المر سوى المرأة أماً وزوجة وابنة.. والأم الكبرى اليمن!.
فيا رجال اليمن: اتركوا لنا مقود القيادة لننجو بالوطن.
فكرت جدياً برفع دعوى حجر على الرجل اليمني, ومنعه من قيادة البلاد حتى يعود له رشده ويشفى من سعار السلطة والدماء.. فهل من مؤيد لي؟.
نبيلة الوليدي
يا رجال اليمن: اتركوا لنا القيادة!! 1817