إن من يختار طريق الحرية والكرامة والنضال من اجل تحقيق المواطنة المتساوية لكل أبناء الوطن الحبيب ، لا شك انه يدرك أن هذا الطريق لن يكون مفروشاً بالورود وليست رحلة نزة للترفيه على النفس، ولكنه طريق صعب محفوف بكل المخاطر وقد يكون ثمن هذه المواقف رأسه، وان أهل المشاريع الصغيرة بمختلف توجهاتهم المتناقضة لن يرضوا بذلك، فرغم اختلافات توجهاتهم إلا انهم سيتحدون على أصحاب المشاريع الوطنية، وسيعملون بكل قواهم للقضاء على الأصوات الحرة والتوجهات الوطنية، ولهذا وطّن الأحرار انفسهم على تحمل أسوأ الاحتمالات، ومن وطّن نفسه على الجود بروحه من اجل وطنه، ستهون عليه أي تضحية أخرى.
أقول هذه المقدمة ليس استعراضاً ويشهد الله أني لست من المستعرضين ولا منًا على وطننا فنحن لم نقدم شيئا عظيما قد يصيب بعضنا بالغرور، بل إن الوطن هو الذي له أفضال عظيمة علينا جميعا.. أما ما حصل معي من محاولة اغتيال اذا شرحته بنفسي قد لا يصدقه الكثير لأنه امرٌ غير متوقع ولم نسمع عن مثله من قبل، من أفراد يفترض انهم يمثلون الأمن ويؤمنون الخائف، ولكن من لطف الله أن الحادثة كانت في مكان مزدحم وأيضاً عناية الله انه وصل في نفس اللحظة إلى مكان الحادثة شخصيات اعتبارية، فكان لهم الفضل عليّ بعد الله بإنقاذ حياتي بل أن بعضهم عرض نفسه للخطر حماية لحياتي ومنهم الشيخ على محمد المقدشي محافظ صنعاء سابقا، عضو مؤتمر الحوار عضو اللجنة العامة للمؤتمر، فله ولكل من حضر الواقعة ولكل الأخوة الكرام من محافظة تعز ومن كل محافظات الوطن ومن المغتربين في الخارج وكل الذين اتصلوا وارسلوا رسائل وكل من تضامنوا للجميع الشكر والتقدير والعرفان، واعتذر لمن لم ارد على مكالماتهم ورسائلهم كونها كانت بالآلاف وعجزت على مواكبة الرد عليها ولكنها أشعرتني بالدفء وبأن هذا الشعب حي ووفيٌ لا ينسى الأوفياء وانتابني شعور بأن تقديم النفس يرخص أمام هذا الوفاء الذي غمرتموني به ، وأنا أيضاً بهذا الكلام لا يعني أني اتهم أي طرف أو أن الاستهداف كان بسبب مواقفي، ولا احكم على الحادثة مسبقاً، ولكني اترك الأمر للتحقيق الشفاف من قبل الجهات ونتائج التحقيق هي التي ستكشف الحقائق بإذن الله .
لن اشرح لكم ما حدث حتى لا يقول قائل أني أبالغ ولكني سأحيلكم إلى تصريح الشيخ المقدشي الذي شاهد الأمر من بدايته وأدلى به لوسائل الإعلام بنفس اليوم بعد الحادثة مباشرة؛ فإلى تصريحه ولكم بعد ذلك تقدير الموقف:
النائب الحميري ينجو من محاولة اغتيال وزملاؤه شكلوا سياجاً لحمايته.
نجا النائب البرلماني وعضو مؤتمر الحوار الوطني محمد مقبل الحميري من حادث اغتيال حقيقي حسب وصف احد زملائه للحادث.
وقال الشيخ علي المقدشي الذي كان متواجداً إلى جوار الحميري إن نقطة تابعة للأمن المركزي في شارع خولان جولة 45 استوقفتهم ظهر اليوم الأحد حيث كان معهم أحمد الأصبحي وجليدان وعند وصولهم اعترضتهم النقطة وتم إبراز بطائقهم و وبطائق عضويتهم في مؤتمر الحوار وأشار إلى انه وحين سمع أحد الجنود اسم الحميري قال هذا الذي نشتيه!. وقال المقدشي إن أحد الجنود عمَّر بندقيته وحينها شعرنا أن حياة الحميري في خطر, فشكلنا سياجًا حول الحميري وتم تسليم السلاح والتصاريح للنقطة تفادياً لأي إشكال قد يتخذونه مبرر لاغتيال الحميري....(إلى هنا انتهى تصًريح الشيخ المقدشي ).
وعليه فإني أؤكد مرة أخرى أن هذه الحادثة وأمثالها لن تزيد مواقفنا التي نعاهد الله أنها مع وطننا من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه لن تزيد ذلك إلا صلابة وثباتاً وإيماناً عميقاً بصدق الأهداف والمبادئ التي آمنا بها، وان تضامن شرفاء اليمن قاطبة معي أشعرني بأن المواقف الشريفة لا تذهب هدراً وان هذا الشعب العظيم يقدر كل إنسان بقدره وبحجم موقفه من الوطن ولذلك وأمام غمرة المشاعر من قبل الجميع اشعر أن تقديم النفس من اجل الوطن رخيصة أقل ما يمكن أن نقدمه وهي أعز ما نملك، ورحم الله أبا الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري القائل:
بحثت عن هبة أحبوك يا وطني... فلم أجد لك إلا قلبي الدامي.
حفظ الله وطننا من كيد الكائدين ومكر الماكرين ومن تآمر المتآمرين.. وسلام على شرفاء الوطن أجمعين..
*عضو مجلس النواب, عضو مؤتمر الحوار
محمد مقبل الحميري
لن يزيدنا الإرهاب إلا ثباتاً 1624