علينا أن ندرك بأن الاختلاف نوعان النوع الأول: اختلاف معنوي إيجابي تدافعي بنائي اختلاف في الأفهام والرغبات والميولات والقدرات والبرامج والرؤى الخ) وهو سنة الله في اختلاف التنوع ومظهر لعظمته سبحانه، وقد فرض الله لحسم هذا الخلاف فيما يخص أساليب الحكم بكل أبعاده الشورى والحوار، وقد توصل العقل البشرى إلى حوار العقول لتحل محل حوار العجول المرادعة البشرية المتخلفة ،التي تتحاور بالحرب ،وتوصل العقل البشرى إلى آلية التصويت للحسم ،ويخضع الجميع للأغلبية ،وهذا هو ما تم ويتم في مؤتمر الحوار الوطني للوصول إلى حلول بدل الحروب تلبي متطلبات مستقبل اليمنيين، وتجنب اليمنيين أخطاء النظام السابق ،ثم اختيار احسن الحلول والتوافق والتصور لحسم مشاكل اليمن الكبرى التي قامت الثورة بسببها وهذا ما تمارسه الدول الديمقراطية الرشيدة في العالم العاقل..
النوع الثاني من الاختلاف: (اختلاف العقول العسقبلية المصالحية الجاهلة ) ،وهو اختلاف مصلحي أناني إجرامي تدميري يصل هذا الاختلاف إلى المصالح والخوف على فقدانها إلى حد التخطيط للاقتتال ،والاغتيالات ، وقطع الطرقات ،وتفجير أنابيب النفط وإشعال الحروب والذي يحسم هذا الخلاف هو الدولة القوية, فبغياب الدولة حصل وتحصل الحرب غابت الدولة في أبين حضر انصار الشريعة ،وغابت في صعدة حضر أنصار الله" الحوثيون" ،وفي حضرموت ،والبيضاء ،وصعده ،والآن حرب دماج الظالمة من قبل الحوثيين ضد السلفين ،ووقود هذه الحرب يمنيون يدعون الإسلام ويستجيبون لهذه الحروب القذرة القاتلة للنفس التي حرمها الله وفي الحقيقة هم مجرمون وقتلة ، وهم عباد المال ، والمرتزقة ، والأغبياء ، وكلهم كالحمير،" كمثل الحمار يحمل أسفار ".. وهدف من خطط لهذه الحروب إفشال الجلسة النهاية لمؤتمر الحوار الوطني التي يأمل اليمنيون الانتقال بعدها إلى الشرعية الدستورية ،بدلا من شرعية المبادرة الخليجية..
إذاً ما هو مطلوب من كل اليمنيين شرعاً ووطناً وعقلاً وواقعاً؛ إن المطلوب منهم جميعاً ،ومن كل القوى اليمنية السياسية: التعاون الشرعي الوطني التام للوقوف ضد أي اعتداء مسلح وضد العنف المسلح، وضد الخارجين على الدولة عموما، وتجريم حمل السلاح واستخدامه ضد المواطنين وتحت أي مبرر وأن نتعاون مع الحملة الأمنية والوقوف مع رجال الأمن لإيجاد الأمن والاستقرار لليمنيين جميعاً..
قال تعالى : " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".. والله الموفق..
محمد سيف عبدالله
الاختلاف نوعان!! 1456