ما الذي يجعل صحافة اليمن تسكت عن الجدار الحديدي الذي أقامته الحوثية على دولته المكتملة الأركان في صعدة؟.
هذه الدويلة ـ التي لا عمل لها ومن يؤيدها إلا تأييد توسعها ـ أصبحت خلاياها محيطة بالعاصمة وتنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض عليها ومحاصرتها بالحدّ الأدنى.. فتحوا جبهات الصراع مع السلفية في مناطق القبائل لتفجير حرب أهلية دائمة لتفجيرها من الداخل وإنهاكها حتى تتمكن صعدة من فرض إرادتها على كل القبائل لاحقا..
القبيلة اليمنية اليوم في شمال الشمال تطحن نفسها في معارك بينية لن يستفيد منها غير الحركة الحوثية ولو بعد حين، لقد فقدت هذه الجغرافيا قدرتها على إدارة مواجهة طويلة بعكس الحوثية فإنها تتحرك بقوة إسناد متنوعة وتكتسح القبيلة بعد تصدعها وتفكك بنيتها في كتل متنوعة متنازعة ونخبها تتنافس على المواقع داخلها وعلى لعب أدوار سياسية لا تتناسب مع قوتها من خلال الأحزاب والدولة..
تغيرت تركيبة القوة في صنعاء وتوزعت الطموحات عبر الجغرافيا اليمنية والنخبة القبلية, تقاوم من أجل البقاء بعد تصدع القبيلة وتشتت عصبيتها.. يدرك الحوثي أن هذه الجغرافيا تبحث عن محكم يتحكم بالفوضى التي تأكلها فيعاظم من هذه الفوضى ويزلزل البنية القبلية بالحروب المتلاحقة لتنهار بين يديه كبنى خالية من عروشها!!!
تحفيز القبيلة بكافة تناقضاتها عبر العقائد الحوثية سيعيد لها لحمة عصبوية صارمة بعقائد جهادية أكثر حسماً في مواجهة كل الأطراف التي تدير صراعها في صنعاء وخارجها..
يبدو لي أن الحديث عن المركز المقدس كان وهماً مصطنعا والحديث عنه لم يكن يهدف إلى تدمير بنية هشة لقبيلة متصدعة والتبشير بقداسة مشرعنة من السماء تحملها عقائد الولاية وجحافل البشمرجة المترسين بالبندقية والعقيدة الصارمة والفقيه الذي أصبح شيخاً مقدساً تحمله جيوش انتحارية مقدسة للولي الشيخ ابن الله!!!
المدنية والعلمنة
يحدثنا أصحاب الحوثية رافعو شعار المدنية والعلمنة, عن الأصوليات والقبلية وينتقدوها ويزوروا الوقائع والأحداث.. صراع قائم على الدعاية وتزييف الوعي وفي الوقت ذاته يسوقون الأصولية والقبلية الحوثية كخلاص!! إنها البشاعة عينها.. خدعونا ومازالوا يمارسون خداعهم.. لن نسكت!!.
نجيب غلاب
دولة الحوثي بصعدة 1836