خروج الشابة السعودية "هدى" إلى اليمن مع شاب أحبته وتريد الزواج منه على سنة الله ورسوله تعد جريمة في عرف جاهلية القرن الواحد والعشرين وكبًر مال الثروة البترولية.
القضاء اليمني في محنة والنظام السياسي في محنة أشد والضمير الإنساني في امتحان عصيب ، وتحاكم الضحية بتهمة التسلل إلى الوطن بطريقة غير شرعية.
لا احد منا يريد الإساءة للعلاقة اليمنية السعودية ، ولكنها في هذا الموقف علاقة غير متكافئة بكل المقاييس ، فكم من الأطفال يُهربون إلى السعودية بأيدٍ سعودية ، وكم من النساء يهربن إلى الأراضي السعودية أيضاً بأيدٍ سعودية, ناهيك عن الزواج السياحي الذي انتهك الأعراض وقضى على مستقبل كثير من الشابات والقاصرات اليمنيات ، وكم من الانتهاكات بحق اليمنيين واليمنيات تمارس من قبل أشقائنا في المملكة وآخرها نكبة عشرات الآلاف من المغتربين اليمنيين المقيميين بصورة شرعية ماعدا أنهم لم يعملوا مع الكفيل وكل ذلك لم يعرض علاقات البلدين للخطر، بينما بنت واحدة تلجأ إلى اليمن وتفضل الزواج من هذا الشاب متنازلة عن الرفاهية والأهل والوطن ، حتى لا تقع بما وقعت به أخواتها اللواتي سبقنها بالزواج من سعوديين وأصبحن يعانين آلام الطلاق والحرمان ، واختارت بلاد الحكمة و الإيمان لتحتمي بها وبأهلها ، ولم تكن هذه الفتاة سيئة أو بائعة هوى ولكنها تريد السترة والعفة مع من أحبت ، يحاول أهلها الالتفاف على تحقيق حلمها بادعائهم أنها متزوجة من ابن عمها اعتقاداً منهم أنها قد فرطت بشرفها مع هذا الشاب, فكانت المفاجأة إنكارها لهذا الزواج المزعوم الذي يراد من ورائه إظهار أنها والشاب اليمني ارتكبا جرماً عظيماً بهروب امرأة متزوجة مع شاب غريب ، والمفاجأة كانت بطلبها أن يتم الفحص الطبي الشرعي لها وأنها لا زالت عذراء لم تفرط بشرفها ، وكيف لامرأة متزوجة أو لفتاة فرطت بشرفها أن تكون عذراء ، وهذه شهادة لها وللشاب اليمني بنبل هدفيهما وسمو أخلاقهما.
العار كل العار على الحكومتين؛ اليمنية والسعودية أن تجعلا من قصة الحب هذه أزمة سياسية بين دولتين شقيقتين جارتين شعبيهما يكادا أن يكونا شعباً واحداً لولا الثروة التي فرقتهما في هذا القرن، وطغيان المال الذي قال عنه سبحانه في محكم كتابه:( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) . بأي عرف وبأي دين يحرم على هذا الشاب الزاج من هذه الفتاة ، وأي قانون أو دين يبيح إعادة هذه الفتاة لتقتل فعودتها معناه نهاية لحياتها كونها تمردت على هذه القيود التي تمنعها من زواج شاب يماني, فهل الزواج بهذا الشاب جرم تستحق عليه القتل؟..
قضية هذه الشابة قضية إنسانية بامتياز يدمى لها الجبين ، فأين منظمات حقوق الإنسان العالمية، وأين من ينادون بنصرة المرأة ، مع أننا يشهد الله لا نريد تعكير العلاقة والأجواء مع أشقائنا في المملكة رغم ممارساتهم القاسية معنا وتنكرهم لأبسط حقوقنا كإخوة مجاورين لهم وكمقيمين على أرضهم، ولكن هذه القضية التي ظاهرها بسيطة إلا أن وقعها على الضمائر الحية أشد ثقلاً من حمل الجبال، وإعادة هذه الفتاة تحت أي مبرر وبحكم قضائي يمني سيكون لعنة على الشعبين بشكل عام وعلى القضاء والسياسة اليمنيين بشكل خاص، رغم شعورنا بحجم الإحراج الذي تسببه لليمن وحكومته وارى أن ما ذكره الكاتب المحترف الأستاذ احمد عثمان بأن يتنحى القضاء عن النظر بهذه القضية وان تسلم الفتاة لأقرب سفارة نصرانية بحسب مقترح الأستاذ مروان المنصوب وأنا أضيف لها الشاب الذي أحبته لينالا حق اللجوء السياسيً والحماية الإنسانية، وهذا سيكون مخرجاً للحكومة اليمنية من الورطة التي هي فيه ، طالما وأرض الإسلام لم تؤمنهما، فلنستعين بالديانة المسيحية وأخلاق أهلها، صوناً للدم البريء والكرامة المهدرة.
عضو مجلس النواب/عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل
محمد مقبل الحميري
القيم الإنسانية في محنة عظيمة وليست الشابة السعودية "هدى" 1792