لم تكن أمريكا بعيدة عن الأحداث في العالم العربي والإسلامي ولم تغب إلا لفترة قصيرة أثناء ثورات الربيع العربي التي فاجأتها كما فاجأت كل أجهزة المخابرات العالمية، وسرعان ما عادت لتوجه هذه الثورات لصالحها بإدراج عملاءها في تلك الدول ليكونوا جزء من العملية السياسية أو سرقتها كما فعلت في مصر عندما خططت للانقلاب وإعادة نظام مبارك حارس إسرائيل من الجهة الغربية..
إلا أن جون كيري وزير خارجية أمريكا والذي خرج علينا بتصريحات مستفزة، تستفز كل أبناء الأمة وخاصة فيما يتعلق بالانقلاب العسكري في مصر وكان آخر تصريح له عندما قال أن الإخوان سرقوا الثورة المصرية فاظهر نفسه انه حامي حمى الثورات العربية، والعجيب
كيف يكون سارقا من صعد على السلم المقدس لدى الغرب ولا يكون سارقا من كسره ورمى بحطامه تحت قدمه وهو سلم الديمقراطية، أم أن هذا السلم لا يقوى على حمل الإسلاميين لأنهم يحملون معهم قيم دينهم وهموم امتهم فيكنون ثقالا على هذا السلم، فسرعان ما ينكسر كما انكسر في الجزائر وفلسطين وأخيرا في مصر، أن هذا السلم بالتأكيد مفصل فقط لحمل العلمانيين الخفاف من المبادئ والقيم وهموم الأمة؟
أن من الغريب أن يتحدث اللص عن اللصوصية..
فأمريكا خاصة والغرب عامة هم من سرقوا ثرواتنا، وسرقوا أخلاقنا، وسرقوا أوطاننا، وسرقوا فلسطين بما فيها من مقدساتنا، وسرقوا وحدتنا، وسرقوا أرواحنا فقتلونا في أفغانستان والعراق ومالي وباكستان واليمن، بل وفي خلسة من غفلة الأمة نصبوا لصوصهم ليحكمونا منذ عقود عديدة، إنهم يمثلون بسياستهم الهمجية اكبر مدرسة عالمية في اللصوصية
إن جون كيري بمراهقته السياسية وبهذا التصريح يظهر بعض ما تضمره أمريكا من خبث ومكر، وقد كانت دائما تحاول أن تظهر أنها مع الشعوب (تلبيسا وتزويرا) وهذه من الثمار الإيجابية للانقلاب العسكري في مصر والتي اسميه بالفاضح وهو الذي فضح أدعياء الديمقراطية وأدعياء القيم تزيفا لتعرفهم الأمة بأنهم مجردين من كل قيم نبيلة انهم عباد هوى وطواغيت عصر
ولكن نقول لجون ومن على شاكلته وأذنابهم في بلاد العرب أن الشعوب قد شبت عن الطوق وعرفت مكرهم وانها في نهاية المطاف منتصرة ولو كانت الكلفة كبيرة بسبب التآمر، والخاسر الأكبر من وقفوا ضد إرادة الأمة التي عرفت طريق حريتها، ولسان حالها يقول : يا جون كيري اضحك على غيري
محمد بن ناصر الحزمي
يا جون كيري.. اضحك على غيري 1501