ما يحصل اليوم من حروب في بعض مناطق البلاد وخاصة في دماج وما تتعرض له الشخصيات السياسية والعسكرية والأمنية من اغتيالات، وما تقوم به بعض الجهات التي تتبنى أجندة خاصة من اعتداءات على المواقع العسكرية والأمنية كما حصل في أبين وشبوة وحضرموت، كل ذلك ناتج عن حالة الضعف التي تعيشها الدولة ولا أقول الحكومة، فلو كان الضعف في الحكومة فقط لهان الأمر، وهذا الضعف الذي تعانيه دولتنا أسبابه كثيرة وساهم الجميع فيه البعض عن قصد والبعض الآخر من حيث لا يدري.
الناطق الرسمي للقوات المسلحة في صعدة صرح أثناء شدة المواجهات بين الحوثيين والسلفيين الذين هاجمتهم قوات الحوثيين قائلا أن القوات المسلحة تقف على الحياد من الطرفين، وهذا تصريح عجيب وكأن الحرب القائمة تجري بين دولتين وهذا الناطق الرسمي يتبع دولة ثالثة، قد نعذره نظراً لعدم تهيؤ القوات المسلحة هناك للقيام بواجبها في الوقت الراهن وحتى لا تجر لحرب تكون هي الخاسرة فيه، ولكن يجب أن لا تطول هذه الحالة الشاذة وأن لا تتكيف الأحوال على هذا الوضع الذي لا يشرف القوات المسلحة وبالتالي لا يشرف أي مواطن يمني، فإذا كانت القوات المسلحة لا تستطيع أن تؤمن المواطن وتقف متفرجة على قتل النساء والأطفال وكل ما تستطيع القيام به هو مناشدة الأطراف على ضبط النفس وإيقاف القتال، فكيف لهذه القوات أن تدافع عن حدود الوطن وسيادته والذي هو أساس مهمتها وصلب دورها، أقول هذا الكلام وانا اشعر بالألم الشديد لهذا الوضع الذي وصلت إليه القوات المسلحة والأمن واعلم أن هناك أسباب كثيرة أو صلتهم لهذه الحالة ولكن لا نعذر القادة وكل القائمين على القوات المسلحة والأمن ولا نعطيهم المبررات على استمرار هذه الحالة المحزنة بل نطالبهم بتجاوزها سريعا فلم يعد هناك مبررا لهذا الوضع الذي اذا بقي على ما هو عليه فإنه يهدد الوطن وامنه واستقراره، كون القوات المسلحة والأمن هما صمام الأمان لأي بلد وهو الذي يحفظه ويحفظ امنه واستقراره في كل بلدان العالم، وهذا ما يجب أن تكون عليه قواتنا المسلحة والأمن، وعلى كل القوى الوطنية والأجهزة الإعلامية أن تكون عونا للقيادة السياسية والعسكرية لتأسيس هذه الأجهزة تأسيسا وطنيا يكون ولاؤه لله. وللوطن، أما حال الدولة والحكومة فهذا أيضاً يحتم علينا جميعا أن نعمل على نجا وز الحالة السلبية التي تعانيها، وان يعمل الجميع بمختلف توجهاتهم على استعادة هيبة الدولة، كون ضعف الدولة ينعكس بالمخاطر على كل مواطن صغيرا كان أو كبيراً، فرغم الاختلالات الموجودة والتي لا ينكرها احد إلا انه يجب أن لا يروج لها ويتم أحياناً تضخيمها ونشر الشائعات التي تنشر الرعب على مستوى الوطن كله، وللأسف الإعلام في معظم الأوقات يلعب أدوارا هدامة في جدار الوطن البعض منه بقصد والبعض الآخر ربما بدون قصد، وكذلك خطابات النخب، وهذا الخطاب الذي لا يرى إلا القبيح لا يخدم المصلحة العليا للوطن . هناك جرائم تحدث فيتم الترويج لها بطرق هستيرية وتضخم اكثر مما هي عليه وتنتشر الأخبار كانتشار النار في الهشيم، وعندما يتم القبض على المجرمين لا يتم تناول ذلك من قبل هذه الأجهزة ولا يعلم احد بذلك، بينما لو أن هذه الأجهزة والوسائل الإعلامية نشرت خبر ضبط المجرمين لكانت ساهمت في العمل على إعادة الثقة للمواطن و لأوصلت رسالة قوية رادعة لمن تسول له نفسه المساس بأمن الوطن واستقراره، لأنه سيدرك أن يد العدالة لن تكون بعيدة عنه ولرفعت معنوية رجال الأمن من خلال الثناء على هذا الدور الإيجابي .. ونحن بهذا السلوك الإيجابي لا نخدم فئة أو حزبا بعينه ولكننا نخدم وطننا الذي نحن جميعا بحاجة إليه ونخدم امننا واستقرارنا الحملة الأمنية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية هذه الأيام العقل والمنطق والمسئولية تحتم علينا جميعا مباركتها ودعمها والتعاون معها بالانضباط في سلوكنا واحترام القائمين عليها، رغم ما يصاحبها من سلبيات أحياناً، مع منشدتنا للقيادات الأمنية بالرقابة المباشرة والتوعية المستمرة للأفراد والعناصر الأمنية وتصفيتها من أي اختراقات قد تطالها تربك أداءها وتسئ لسمعتها، فمثل هذه العناصر التي تحاول تنفيذ أجندة خاصة من خلال أجهزة الأمن اذا وجدت ينبغي أن لا يتم التساهل معها بأي حال من الأحوال حفاظا على قدسية الدور الوطني النبيل الذي تقوم به هذه الأجهزة.
خلاصة القول أن الدولة هي نحن المواطنون جميعا وقوتها هي قوتنا واستقرارها هو استقرارنا، وما يصيبها هو إصابة لنا، فلنستشعر مسئوليتنا نحوها ولا نستصغر أدوارنا في الأقوال والأفعال الإيجابية، فكلنا مسئولون كل بحسب إمكاناته، ولو بالكلمة الطيبة، ولن يتغير حالنا إلى الأفضل إلا اذا استشعر كل واحدٍ منا دوره وواجبه الوطني: ( أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
والله من وراء القصد.
عضو مجلس النواب/ عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل
محمد مقبل الحميري
أهمية دورنا الإيجابي نحو وطننا وأمنه 1662