إن ما يدور وسط الشباب من فرض "العولمة" الفكرية، والشخصية في اللباس والمأكل، والتي يرهفون بها، هي مسؤولية الجميع من مؤسسات حكومية وأهلية، وكذلك الأمر يقع على عاتق الأهل بالدرجة الأولى ومدى متابعة تصرفات أبنائهم في البيوت وخارجها.
ولعل هذه العادات المستوردة من الغرب والمفروضة فكرياً أشغلت الشباب العربي اليوم عن الاهتمام بالقضايا المحورية الهامة, إن كانت الإسلامية والوطنية والقضايا الخاصة بشباب التي لابد أن تكون تحت اهتمامهم؛ حيث أن هناك عادات وتقاليد بالية "مايعة" وقيماً زائفة، للأسف أصابت نفوس بعض الشباب، فلابد من الافتكاك والتحلل منها.
كثير من المؤسسات المحلية والدولية الأجنبية تعمل كل ما بوسعها لنشر العادات والتقاليد المنحلة بين الوسط الشبابي تحت مسمى "الحرية الشخصية" و"الحرية الإنسانية" التي تهدف إلى تصوير الإسلام بأنه يقيد الحريات الإنسانية والشخصية فلابد من التحرر منه، هم يردون تمزيق النسيج الأخلاقي الديني الذي رسمه الإسلام للبشرية.
ولعل أمر مواجهة العادات المعادي والمغايرة لثقافة أمتنا العربية يرجع إلى مدى وعي الشاب ذاته بعدم الانجرار والانسياق وراء ما تنشره المؤسسات الدولية والعربية في وسائلها المختلفة والوسائل الإعلامية من معلومات وعادات وتقاليد وأفكار بعيدة كل البعد عن قيمنا وأخلاقنا والتي تهدف إلى إبعاد شباب مجتمعنا عن عاداته وتقاليده السامية.
إذا لابد من ثورة على العادات والتقاليد الغربية "المايعة" التي جعلت شباب المجتمعات العربية الأصيلة يلهثون خلفها وخلف بما يسمى بـ"الموضة" التي جعلتنا نرى تشبه الشباب بالفتيات وتشبه الفتيات برجال, بل جعلوا الموضة الغربية المنحلة المنحرفة تسيطر على عقولهم وفكرهم وجعلوها شعاراً وعنواناً لحديثهم ولحياتهم اليومية.
إيمان سهيل
العولمة الفكرية.. الخطر المفروض 1269