ضحايا الإتجار بالأعضاء البشرية تشهد تزايداً ملحوظاً ووصلت الأعداد إلى المئات إن لم تتجاوزها إلى الآلاف، ومما يؤسف له أن يصير الضحية سمساراً ويسخر كل جهوده لإيقاع غيره ويسهم بشكل مباشر ومقصود في إسقاط ضحايا جدد في نفس الفخ الذي وقع فيه.
وإنه لعذر أقبح من ذنب أن يرد هذا الشخص الضحية بأنه ضحية ومع ذلك يصبح هو نفسه جانياً على غيره ومروجاً لإيقاع المزيد من الضحايا, طمعاً في ملاليم مدعياَ بعد ذلك مظلوميته واستغفاله واستغلاله من قبل أشخاص مجهولين مبرراً إقدامه على التفريط في جزء من جسده يفقده وأنه يفعل ذلك لحاجته ولأنه يشكو الفاقة والعوز.
ومما يجدر الإشارة إليه أن التوعية غائبة بشكل كبير وسماسرة ولصوص يسرحون ويمرحون مستغلين ظروف العباد واضطرابات البلاد، ألا يعلم هذا الفقير الذي باع جزءاً من جسده طمعاً في حفنة من المال أنه قد مضى في طريق أسوأ مما كان عليه على الأقل أبتلي بالفقر وأكرمه الله بالعافية والصحة البدنية التي لا تقدر بثمن.
ولأن الصحة أثمن جاء من يستغلها ويستكثر على هذه الفئة التي لا تدرك العواقب فيلجأ بكل الأساليب والحيل والإغراءات والإلحاح واستثارة العواطف لإقناعه بإنقاذ حياة آخر وبيع عضو من جسده، ولو أن دراسة سلطت على نماذج ممن عادوا بعد استئصال عضو أو أعضاء, الله وحده أعلم بذلك وكيف غدت وستغدو حالتهم الصحية إلى التدهور والهلاك التدريجي.
فهل يستطيع بتلك الملاليم التي تبخرت كما يؤكد بعضهم ممن يدعي الحاجة استعادة ما فقد إن تدهورت صحته وساءت؟, وهل سيجد من يمد له يد العون وينقذه سيما وأنه انتكس لتفريطه لعضو من جسده كما يظن بإرادته, فإن أدخل إلى غرفة العمليات أوكل الأمر إلى من فقد الذمة والأمانة وحينها سيكون هو من جنى على نفسه وجنى على غيره.
بقي أن نؤكد أن التوعية ضرورية وأجهزة الدولة الأمنية والمعنية والعلماء والإعلام ومنظمات المجتمع المدنية و.. الجميع تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة تجاه هذه الشريحة المستغلة لحاجتها ولجهلها, ولأن النتائج لا تحمد عقباها.
عفاف سالم
الإتجار بالأعضاء البشرية وغفلة الجهات المعنية 1465