جريمة استهداف مستشفى مجمع الدفاع بالعرضي هي التي تسيء لقيم الدين النبيلة وتوقف تقدمه.. لم استطيع أن أتحمل تلك المشاهد المبكية والحزينة التي جاءت في تقرير الفضائية اليمنية متناولة في ذلك الصور لكاميرا المراقبة التي كانت تصور داخل مستشفى وزارة الدفاع, لم أكن أتصور حقيقة أن سماحة الإسلام ستصل إلى تجريد القيم الإنسانية حينما يوجه ذلك المعتوه الكافر بجميع القيم والمبادئ رصاصاته الظالمة ونيرانه الآثمة إلى ذلك الجسم النحيل والطينة الناعمة لتلك الممرضة الفلبينية التي تخطت البحار لتداوي المريض اليمني وتخفف من آلامه ومصابه ومن لي بأولئك النفر الذين لجأوا إلى إحدى غرف المستشفى بينهم الطفل الصغير والمرأة والشيبة وعلى حين غفلة منهم استغاثوا بذلك المجرم القاتل المتستر بزي الجيش فِأخرج القنبلة من قلبه الأسود ورمى بها صوب أولئك النفر فوزعت لحومهم على أنحاء المكان بل من لي بتلك الممرضة التي يحن قلبها إلى مداواة المتوجعين فهرعت إلى ذلك المجروح الذي يعاني اشد المعاناة فكانت الرصاصات أجرتها لا سامح الله المتلبسين بالإسلام لترويج بضاعتهم النتنة, فإن كان الإسلام يدعو إلى تلك الأعمال الشنيعة فلسنا منه وليس منا مع سابق علمنا بأن الإسلام هو دين السلام والعفو والإحسان.
ومن يدرس أصول الإسلام بجد، ويذهب في تعريف روح تشريعه مذاهب بعيدة المدى، يدرك دون أن يأخذه ريب: أنه دين نزل من السماء؛ ليضرب بهدايته في أرجاء المعمورة، ويعلم الأمم أرقى نظم الاجتماع، وقد ارتفعت في الشرق والغرب رايته، يوم تولى أمره زعماء لبسوا من آدابه بروداً سنية، وتحروا في الدعوة إليه سبلاً سوية، فأكتفي بأن أصف لك ناحية يتمثل فيها عدل قضائه، ورفق سياسته، وسمو آدابه، تلك الناحية هي: أصوله الخاصة في معاملة المسلمين وغير المسلمين. تألمت كثيراً حينما شاهدت الأجانب يقتلون ودماؤهم والله اشد حرمه رغم كفرهم وكذلك اليمنيون الذين لقوا مصارعهم على أيدي أناس ليس بداخلهم ذرة إسلام أما المسلمون فإن رادعهم هو الإسلام عن مثل هذه المجازر التي لا تفرق بين احد ولو كان أولئك القتلة والمجرمون ذو رجولة ونخوة ويسعون لينتصروا لقضية كان بوسعهم إن يتركوا النساء والمستغيثين بهم ولكن سولت لهم أنفسهم التي تدفعهم لفعل الإجرام ليس لإقامة دولة الخلافة بل لتنكيس الرايات التي ترفع لا اله إلا الله بأفعالهم الشنيعة فأين الإسلام من كل ذلك ولا نصر الله الإسلام بتلك الأفعال التي تنافي جميع المبادئ والقيم وسلوكيات الدين الحنيف فرسالة السلام هي التي ستعم الأرض بسلميتها وعفتها عن كل المتاجرين بروح الإنسان الذي خلقه الله وكرمه عن سائر المخلوقات فمن ذا الذي قال بأن انتصار الإسلام جاء بمثل تلك الأعمال الشنيعة من قبل ومن بعد فيجب بعد ذلك اليوم الحزين الذي والله أدمى قلوب اليمنيين كل اليمنيين بل والعالم اجمع إن تعي وتدرك الحكومة أن أمامها مشروع عريض يتمثل بتمكين الجيل الصاعد من ممارسة حقوقه وواجباته بدلاً من الزج بهم في أتون أعمال كهذه التي أرقت الجبين وتهاوت في شناعتها جميع الجرائم أي إسلام وشحن يحمله هؤلاء حينما يقدمون على عمل كهذا لا شك أنها رسائل دنيويه وسياسيه ابرز قادتها هم أولئك الذين نشروا كل ذلك الدمار على ارض الشام العراق فإن هذا المشهد كاد يكون في العراق يومي كما ينامون ويصبحون ونسأل الله لأشقائنا السلام ومن هنا من يستطيع أن يتحمل مثل تلك المشاهد حتى وإن كانت لنصرة الإسلام جدلاً هل هناك من يرضى بها من يرضى بتلك الأعمال لا أظن أن بقلبه ذرة إسلام, كيف عن الإنسانية التي يتحدث بها البعض وقد نزع الإسلام من قلوبهم ولنا هنا أن نتقدم بكامل شكرنا لهيئة علماء اليمن وعلى رأسها الشيخ/عبد المجيد الزنداني في إدانة واستنكار هذا الهجوم الغادر مما يرسل رسالة إن أولئك المتاجرين بالإسلام يسيرون في نفق, بينما المسلمون يرفضونهم ومشروعهم الدموي الغادر للأمة والذي جاء لها من خاصرتها ليخدم العدو كما هو المشروع الفارسي وهذه إشارة إلى أمة الإسلام أن تستيقظ لأن الأعداء لا يتوقفون عن تمرير المؤامرات تلو المؤامرات هدفهم في ذلك هو إضعاف المكون السني الصادق الحق في هذا الكون بكل سبيل أتيح لهم, فتارة يتعاونون مع الروافض وأخرى مع المخلوعين. والسلام..
اللهم ارحم كل قتيل في هذه المجزرة الأجانب قبل اليمنيين.. اللهم ارزق أهاليهم الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
عمر أحمد عبدالله
جريمة العرضي تسيء للإسلام وتوقف تقدمه 1536