كثيره هي الشبهات التي تسوقها إيران وأبواقها للسوق العربي فمتى كانت إيران متباعدة مع الغرب هل كان ذلك أثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان أم في عهد الاحتلال الأمريكي للعراق وقد كانا شريكين في سقوط بغداد وكابل وهو ما أكده نائب وزير الخارجة الإيراني ابطحي في مؤتمر في أبوظبي فما حصل الشهر الماضي الأحد 24 نوفمبر 2013 بين دول 5+1وإيران هو تقارب اكثر وتبلور إلى ما بات يروج له الإعلام العالمي بـ((التقارب الإيراني الغربي)) هي في الحقيقة إحدى التمارين الايدلوجية الممنهجة في سياق الخداع الإيراني للشارع العربي بعد خداع طويل استمر لسنوات وبانت حقيقته في مشروع التقارب لكي لا ينصدم ((المطبلين)) لدولة إيران في هذا العالم سيما الواقفين لتلقي الأخبار الواردة من هناك وفي الوقت الذي تترنح فيه إيران حسب خداعها المفضوح على مشروع ((المقاومة والممانعة))وقد بات يعرف اليوم بمشروع الفتنة الطائفية في المنطقة برمتها حينما تفننت إيران بدعمها المليشيات المسلحة في البلاد العربية لمقاومة وممانعة الخصم الأبرز للكيان الفارسي والمتمثل بالأمة السنية ونعود للتقارب فنقول كيف تستطيع إيران أن تتخلى عن الغرب وفي قاموس محيطها أمة من الناس هم العدو الحقيقي لها والقصة باتت مفضوحة للمقبل والمدبر هل يعني أن سلاح صدام حسين يمثل خطراً على الصهيونية العالمية ويتهدد دولة اليهود في فلسطين فيتم إقصاؤه بينما يتم التفاوض مع النووي الإيراني وليست له تنتهي هنا فحسب بل إن مشروعها بعيداً عن ذلك ويقف عند ذلك الشاطئ الذي ترسوا عليه السفن الإيرانية المحملة بالسلاح ليس دعماً لصمود الشعب الفلسطيني وإنما وجدناها ترسوا على ميناء طرطوس أو ميدي أو الصليف والكثير لنشر ما يريده العدو الحقيقي الغرب ببلاد الإسلام ولو كانت إيران تقف حتى اليوم على خط العداء مع الغرب لما سمحت لذلك الغرب أن يقف مبتسماً من شلالات الدماء التي تسيل اليوم على شوارع وأزقة سوريا المذبوحة بسلاح إيراني وفاعل إيراني بعد أن نفد العميل السوري وانقسام حاد في الشارع العربي فبمنطق العقل والوعي والإدراك لنا أن نرى الشارع العربي بعينين وليس بعين واحده عين التفكك العربي وعين المنزلقات التي أودت بالبلاد العربية بحافة الهاوية ولم يكن هذا إلا بسبب التقارب الإيراني الغربي وزاد هذه الأيام إلى درجة المقايمة بدلاً عن المقاومة والممايعة بدلاً عن الممانعة ونتج عنهما مولود من التقارب إلى التقارب اكثر وفي زوايا أسرارهما أن يجتمعا على سرير واحد بجنيف2 لإنقاذ سوريا من حاكم جديد ينتمي لما ينتمي اليه الثائرون حتى لو أدى ذلك إلى استبدال الأسد بأخر المهم ينتمي إلى نفس الطائفة بضمانة الغرب مقابل التنازل عن بعض ما يقلق دولة الكيان الإسرائيلي من السلاح النووي الإيراني وتفكيك لبنان حتى أصبحت لبنان ساحة مفتوحة للمخابرات الدولية لفساد ساسته و دخولهم في لعبة الأمم على حساب الوطن لتأمين مصالح شخصية أو مجموعة مصالح باسم الدين و العرق و إن كان الثمن دماء الأبرياء، لذا يسهل دخول إسرائيل على خط الأحداث لتأجيجها لصالحها مما يضمن استمرار انقسام العرب و المسلمين لضمان تفوقها عسكرياً و سياسياً وامتدت أطر الاتفاقات بين الكيانين الفارسي والإسرائيلي الغربي الأمريكي لا سيما بعد الثورات السنيه أو ما بات يعرف بـ((الربيع العربي)) مما شكل طوقاً ممتد عبر دول الربيع أقلق في بروازه الخارجي الدول المنتفعة التي تخاف العرب مما دفعهم للتقارب أكثر والتحالف لتشكيل نقيض بارز يسعى للوقوف في وجه الامتداد الثوري وكان من المؤسف شراكة دول الخليج لا سيما السعودية في تلك المؤامرات فأدخلوا السعودية ودول الخليج في صراع مع السنه والشيعة في آن واحد ولا أظنها تستطيع مالم تغير سياستها المعتمدة على إملاءات تسير بالاتجاه الخاطئ وهو الملاحظ ومن ثم لماذا نحاول أن نعزز مبادئنا بانتصارات كاذبه وصراخ إيراني لا اصل له في لعبة الأمم ولكن من يتلقون دون أن يفكرون هم أولئك ضحية الأنياب الإيرانية التي فعلاً أصبحت إيران تتفنن به من أجلهم وهم اصل الحكاية في انقسام المجتمع وتمرير إيران لمشاريعها عبر ضهورهم وبهم أصبحت تمشي بقدمين احدهما فارسي والأخر أمريكي بحت والمستغرب في يافطة التقارب هو انتعاشهم بلغة الانتصار وكذلك انزعاج الإسرائيليين من مضمون الاتفاق وكأننا بهائم يسوقون إلينا هذه السياسات وللأسف أن منا من هو كذلك. والسلام..
عمر أحمد عبدالله
حتى تتقارب إيران مع الغرب 1524