;
كمال بن محمد البعداني
كمال بن محمد البعداني

كلا..يا أهلنا في المُكلا 1652

2013-12-18 20:19:30


لا يوجد من بين أبناء اليمن من هم منتشرون في جميع أنحاء العالم مثلما هم أبناء محافظة حضرموت، فهم في كل بلدان العالم تقريباً وفي كل بلد ينزلون فيه تكون لهم فيه اليد الطولي في التجارة وإدارة رأس المال في تلك البلدان، ولعل ما ساعدهم على ذلك بجانب الذكاء الفطري الذي يتمتعون به هو الصدق في القول والأمانة في العمل، بالإضافة إلى عدم مضايقتهم من البلدان التي يقيمون بها..

 لقد اشتهر أبناء حضرموت بأنهم أصحاب البشرة السمراء والقلوب البيضاء، غير أن ما يجري هناك هذه الأيام يجعلنا في حيرة من أمرنا، هناك من يدعو إلى هبة شعبية يوم 20 ديسمبر لإسقاط المحافظة وقد استغلها البعض في الدعوة إلى طرد أبناء الشمال.. يا أهلنا في حضرموت كيف تضيقون ذرعاً بصاحب بسطة أو ببائع متجول لمجرد أن هذا البائع ينتمي إلى محافظات معينة رغم أنه يمني ومن أبناء جلدتكم, بينما لم يتضايق الآخرون منكم في بلدانهم، وأنا هنا لا أقصد التجار من أبناء حضرموت والذين نزحوا من هناك إلى شمال الوطن سابقاً في الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي ثم أصبحوا بعد ذلك من كبار رجال الأعمال سواءً في صنعاء أو الحديدة أو غيرها من المحافظات الشمالية..

 نعم أنا بالطبع لا أقصد هؤلاء لأنهم في الأساس في بلدهم فليس هناك من فرق بين حضرموت أو صنعاء أو الحديدة فكلها مدن يمنية، وإنما أقصد في كلامي تلك البلدان الأخرى والتي هاجر إليها الكثير من أبناء حضرموت طلباً للرزق وهرباً من الوضع السابق في جنوب البلاد، تلك البلدان التي أصبح فيها أبناء حضرموت هم سادة الاقتصاد وأصحاب رأس المال، ومما لاشك فيه أن الكثير منهم قد بدأوا حياتهم التجارية من الصفر وربما كان أحدهم في بداية حياته العملية بائعاً متجولاً كهذا البائع المسكين الذي يتم الاعتداء عليه ومطاردته في شوارع المكلا لمجرد انتمائه الجغرافي، فهلاّ وسعكم يا أهلنا ما وسع غيركم؟.

 نحن على ثقة بأن الغالبية العظمى من أبناء حضرموت هم ضد هذه التصرفات الدخيلة عليهم، ولكن لابد أن يعرفوا بأن الحسنة تخص والسيئة تعم والتاريخ لا يرحم؛ إياكم يا أهلنا أن تنخدعوا بمسمى الحراك فإنها في الحقيقة- والله- عناصر (هـلاك) واقصد هنا التي تستخدم القوة في دعوتها فهذه العناصر تحن إلى ماضيها الدموي، والذي تحلم بحكم المناطق الجنوبية في المستقبل- لا قدر الله- فأي مستقبل مظلم يحمله هؤلاء معهم؛ إن مستقبلهم كماضيهم حالك السواد يعتمد على التصفية بواسطة الهوية، ولعل السؤال الذي يخطر في بال الكثير من الناس هو: أين دور علماء حضرموت مما يجري هناك؟, باعتبار حضرموت هي معقل العلماء في المناطق الجنوبية والشرقية، فما لنا لا نحس منهم من أحدٍ أو نسمع لهم ركزا، لا نريد منهم محاضرة في أبو ظبي بل موعظة في المكلا؛ موعظة تقول" بأن المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه".. نريد منهم أن يوضحوا للشباب- حديثي السن والمغرر بهم من قبل عناصر ( الهلاك) المسلح بدفعهم إلى شوارع المكلا نريد منهم أن يوضحوا لهؤلاء بأن أبناء حضرموت لم يكونوا في الماضي يعيشون في جنات وعيون وزروعٍ ومقامٍ كريمٍ كما تصور لهم تلك العناصر. وضحوا أيها الأحباب كيف كان يتم سحل العلماء في الشوارع وكيف كان التدين تهمة ودليلاً على التخلف والرجعية والظلامية.. يا علماؤنا الأجلاء: نريد منكم أن تدافعوا عن الأحياء قبل الأموات، وأن تدافعوا عن الوحدة قبل دفاعكم عن القبور والأضرحة، فالوحدة دين وليست سياسة أيها الأحباب، فلولا الوحدة ما اعتليتم المنابر بسهولة، وما ظفرتم بدار المصطفى والأحقاف، لولا هذه الوحدة ما ظهر نجم الحبيب ولا عاد أبو الحبيب، ولولاها ما خطب بن حفيظ، نحن لا نريد منكم الدفاع عن السلطة ولكن الدفاع عن صاحب البسطة، ونفس الكلام نقوله هنا لإخواننا التجار من أبناء حضرموت في الخارج والذي يدعم البعض منهم ( عناصر الهلاك )المسلح ضد الوحدة، فنقول لهم: اتقوا الله في أنفسكم, فما هذا الجحود؟!.. فهذه الوحدة هي التي مكنتكم من العودة إلى أهلكم وذويكم بعد عقود من الانقطاع عنهم بسبب الوضع القائم آنذاك، لقد كان الكثير منكم يحن إلى مسرح الطفولة وملاعب الصبا في حضرموت ويشتاق إلى رؤياها، ولم يتحقق له ذلك إلا مع إطلالة فجر الثاني والعشرين من مايو 1990 والذي يسعى البعض الآن بغباء إلى وأده وإسدال ستار النسيان على ذكراه.. هذه الوحدة هي التي عملت على بناء المدارس وشق الطرقات وحفر الآبار وبنت المستشفيات ووفرت كل ما حرم منه أهلكم في السابق بل ومكنتكم من المساهمة في ذلك لأهلكم وذويكم بعد أن كنتم لا تستطيعون ذلك في الماضي، لقد كان الكثير منكم يسكنون الفلل الضخمة في بلدان المهجر ويشيدون القصور العامرة ويركبون السيارات الفارهة، ومع ذلك إن سُمح لأحدهم بزيارة أهله في الداخل فإنه لا يستطيع أن يحمل معه إبريق للشاي لأنه إن فعل ذلك اتهم بالبرجوازية، ولا يستطيع أن يبني له داراً لأنه سيكون بين خيارين؛ التأميم بحجة محاربة الرأس مالية أو المشاركة في السكن تحت شعار العدالة الاجتماعية.. هذه هي الحقيقة التي تعرفونها جميعاً، فما لكم كيف تحكمون؟!.

 لقد ابتلي الشعب اليمني بمصيبتين عظيمتين؛ مصيبة في شمال الشمال وتتمثل بجماعة التمرد الحوثي والتي ترفع شعار "الموت لأمريكا" وتقتل اليمني على أنه أمريكي، والمصيبة الأخرى في جنوب البلاد وتتمثل بـ (عناصر الهلاك) المسلح وهي أيضاً تقتل اليمني وتهتف (عاش الجنوب العربي) وكلا الجماعتين مدعومة من الخارج, فأي مأساة يعيشها هذا الشعب؟!..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد