أحدهم يفجر أبراج الكهرباء وأنابيب النفط, ثم يقف إلى جوار ما أقدم عليه من تخريب وجرم في حق البلاد والعباد رافعاً شعار التحدي, ومانعاً بقوة السلاح وفي وضح النهار أي جهود لإصلاح ما أفسدت يداه الآثمتان.. لتتوالى الوساطات والوجاهات إلى أن تنجح إحداها في إقناعه بالسماح مشكوراً للفرق الفنية بالدخول إلى موقع الاعتداء ومباشرة الإصلاح الذي لا يكاد ينتهي حتى يبدأ مجدداً في مشهد درامي حزين ومضحك في نفس الوقت.
هذا المخرب بطبيعة الحال, ليس مجهولاً ولا متخفياً ولا يشعر حتى بمجرد الخجل والوجل لما ارتكبه من جرم مشهود بل إنه معروف للجميع وتتداول اسمه ولقبه وسائل الإعلام شأنه في ذلك شأن المشاهير من رموز السياسة والأدب والثقافة والرياضة ومختلف مجالات العلوم الإنسانية وربما كان مزهواً بفعلته أيضاً..
العيب حقاً في هذه الصورة الغريبة والمتكررة أن تقف أجهزة الأمن بكل قوتها وبأسها الشديد أمام هذا المخرب وأمثاله عاجزة ذليلة في مشهد يعكس هوان الدولة وقلة حيلتها بعكس السطوة والبطش والقوة الضاربة التي تكون عليها الدولة وأجهزتها الصارمة عندما يتعلق الأمر بفئات وأناس أقل شأناً وأكثر ضعفاً من هذا المخرب وأمثاله كأصحاب الدراجات النارية في العاصمة على سبيل المثال الذين نالهم سياط الدولة وما تزال دون رحمة أو هوادة.. ولا أرى في هذه المعايير المزدوجة في تطبيق القوانين والأنظمة إلا مؤشراً خطيراً على قرب الهلاك المحقق فإنما أهلكت الأمم السابقة كما ورد في الحديث الشريف «أنهم كانوا إذا سرق فيهم القوي تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد»..
حمدي دوبلة
الهلاَك المحقق 1278