;
أحمد الضحياني
أحمد الضحياني

الفدرالية في اليمن..إعلان مبكر لموت متأخر 1493

2013-12-29 20:27:58


تطلعات اليمنيين كثيرة وجزء منها في هذه المرحلة بناء دولة بسيطة ولامركزية مالية وإدارية.. بحكم محلي كامل الصلاحيات وفقاً لنظرة واقعية لحاجيات الشعب اليمني.. يمكنني القول أن هذا هو المختصر المفيد للحالة الراهنة.. لكن هناك من يتعمد الانغماس بهوس المثاليات لشكل الدولة ونظام الحكم غير مستوعب لتطورات بناء الدولة وإرهاصات تدرجها.. يتحدثون ويصيغون هذه المثاليات على الأوراق في ظل واقع يشهد انهيار بطيء لما تبقى من مؤسسات ينخرها الفساد والاحتكار لشبكات ومحسوبيات سياسية وقبلية.. وانا على يقين أن مؤتمر الحوار الوطني لن يحل كافة مشكلات اليمن والتي منها قضية شكل الدولة ونظام الحكم وهذه فرضية منطقية على أساس أن الانتقال إلى الدولة يمر بمسوغات وإمكانات وإنما يضع الأساس لهذا الانتقال مستوعبا المهام وحركة الزمن.. أن عدم استيعاب المكونات السياسية في مؤتمر الحوار لمتطلبات التوافق لشكل الدولة والية حل القضية الجنوبية أعطى الرعاة الدوليين مهمة الحصريون على جمع الفرقاء المشاكسون في مؤتمر الحوار ليكونا مرجع الجميع.. وهذا المبرر للتدخل جعلها تطرح فيما تدعيه )الحل الوسط)فتضيع الجهود الوطنية جراء تمسك المكونات اسياسية بقناعاتها واستحضارها لمبدا الأنا المادي.. فشلها في الاتفاق على حل وطني كمشروع وطني للقضايا الآنفة الذكر.. جعلت القوى الدولية ممثلة ببن عمر يستثمر الصراع فيما بينها لتقديم خيار لحل القضية الجنوبية وشكل الدولة (بفدرالية).. اجزم بانه لا يرضي القوى المتصارعة.. حتى وان أبدت بعض رضاها.. الفدرالية حل لا يصلح للواقع الكلي لليمن لفقدان مبرراته العلمية والمنطقية ويعطي القوى الدولية فرصة للتدخل في شئون الأقاليم الفدرالية خاصة في تلك المناطق المطلة على الشريط الساحلي والمحاذية للممرات المائية وما تمثله من مجال حيوي واستراتيجي(مضيق باب المندب - وخليج عدن-والبحر العربي) ومكان لتواجد المصالح الدولية والإقليمية.. وهذا ما يغري القوى الدولية لطرح خيار الفدرالية لتكون قريبة من مصالحها الحيوية.. وتراهن في ذلك على الصراعات المتواجدة وما سينتج عنها خلا ل (الفدرلة).. مخاطر كثيرة وعلمية واستراتيجية لخيار الفدرالية في المرحلة الحالية لا يسع المجال لذكرها.. ولكن يمكنني القول أن اللا مركزية  في طار الدولة البسيطة هو الأنسب لليمن من اللامركزية في اطار الدولة الاتحادية كمقدمة ومرحلة للانتقال التدريجي إلى مقتضيات الدولة الاتحادية.. فمحاولة استثمار الربط بين شكل الدولة وحل القضية الجنوبية بطرح مشروع الفدرالية كحل يستند إلى تمزيق الهوية الواحدة لليمنيين.. ليس هناك تمايز في الهوية بين اليمنيين ليتم تكريس ذلك لصياغة مشروع على أساس جهوي.. الحل العادل للقضية الجنوبية إزالة المظالم بصفة عامة ومنع احتكار السلطة والثروة.. وبناء دولة تستند إلى القيم الجامعة لليمنيين تحصل العدالة والمساوة والمواطنة.. وانا اتحد ث عن مخاطر الربط بين الفدرالية لشكل الدولة وحل للقضية الجنوبية أتحدث بهوية جامعة كيمني بعيدا عن أي دوافع سياسية أو جهوية أو مناطقية.. وأقولها مرارا وتكرارا أن التعامل مع قضية شكل الدولة والقضية الجنوبية ب دون الأخذ بعين الاعتبار الهوية الجامعة لليمنيين والإرث التاريخي والاجتماعي قد يؤدي إلى نتائج تكريس أدوات الصراع على السلطة والثروة على أساس جهوي مناطقي.. وإعلان مبكر لموت متأخر لبناء الدولة المدنية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد