عندما يكون الوطن في خطر يتطلب على كل غيورٍ لوطنه الوقوف معه في هذا الجانب مهما بلغت التحديات ذروتها وإذا لم يكن كذلك فقد يؤدي بنا إلى الانزلاق إلى مربع العنف و الفوضى لا سمح الله وتكون هنا خيانة عظمى لن يسامح عليها التاريخ على مر العصور ويوجد هناك فرق واسع بين المعارضة للسلطة وبين خيانة الوطن.
لقد تحمّل اليمن الكثير من الاغتيالات والاعتقالات والعمليات الإرهابية وهذه حقيقةٌ ناصعة لا جدال فيها وهناك الكثير من الأبواق ارتضت لنفسها أن تكون مطايا بجانب المتآمرين على بلادنا للتمزيق والشتات بعد أن باعوا ضمائرهم ووطنيتهم بأبخس الأثمان للنيل من مكتسبات الوطن وتخريب كل شيءٍ جميل في بلادنا واستهداف أنابيب النفط وأبراج الكهرباء لخروجها عن الخدمة..
واقعنا اليوم في حقيقة الأمر يسجّل لنا بأن الشعب كل يوم يغرق في بحر الدم والوطن يعاني من أيادي تحاول تقسيمه وتمزيقه وكل يومٍ ونحن على هذه الحالة ( لا بحر الدم يتوقف ولا تلك الأيادي الملطخة بدماء الأبرياء تُقطع، فأين هو العدل إذن وأين هو الرادع والضمير الذي ينبض بالمسؤولية؟
كم نتمنى من الدولة أن تكشف ستار القانون لتعرية القتلة أمام الملأ ولا تجعل لهم أي مبرر مزعوم ضد جرائمهم البشعة وأعمالهم النكراء في الوطن، فنحن نعاني من جرثومة خبيثة في البلد يجب استئصالها جيداً حتى لا يتوسع الداء ونفقد بعده الدواء لا سمح الله !!
أنا الذي تربيت فيك يا وطني منذ نعومة أظافري فأهديتني عِزتي وكرامتي وشممت عطرك الفوّاحُ بعيداً عن رائحة الدم والبارود، سأعيش في سَماك مثل الطير حراً طليقاً أينما شئت سوف أحط رحالي شمالاً أو جنوبا لتعلّمني درس الشموخ والإباء، فوالله لو وزنوا لي كل ذرة رمل من رمالك بوزن الذهب لن أبيعك يوماً من الأيام لتعرف أن الوطنية لا تُـشترى بالمال وإنما هو ضمير حي يتربى عليه الإنسان منذ الصِغر.
خليف بجاش الخليدي
الوطنية لا تشترى بالمال 1499