"بدأ الدين غريباً وسيعود غريباً.. هل حل بنا زمن غربة الدين؟, بين عشية وضحاها, أضحى كل ما يمت للدين بصلة متهماً بأصناف شتى من الجرائم.. وأخيراً إعلان تنظيم الإخوان تنظيماً إرهابياً..
هل سيزجون بنصف شعب مصر في السجون؟! هل سيجرمون أمة لا ذنب لها سوى أنها تقول:" لله الخلق والأمر" ؟! أي جنون هذا ؟! هوس يقتحم العقول والقلوب فيذهب كل لب, وحلم, وتعقل.! ثمة تطرف في المشهد بجملته, ولدى جميع الأطراف, غير أن وصم الإخوان بتهمة الإرهاب جريمة, وخيانة ينبغي الوقوف أمامها وبحزم.. فهي تمثل منعطفاً خطيراً في مسيرة الشعوب الإسلامية جمعاء!.
فكرة الإخوان عالمية, وحالمة, وتؤرق الكثيرين, حتى من أبناء قومنا.. الأساليب التي اتبعها الإخوان, والوسائل, والمقدمات لبلوغ الهدف ربما أن بعضها قابل للرفض, والنقد, والإنكار, لكن ليس لحد إلصاق هذه الوصمة بهم بافتعال دراما كاذبة, فجة, وبعداء وحقد أسود بين مغزاه, حيث يراد بها شنقهم, ونفيهم من الحياة, والحراك الإنساني.
إن كنا اعتبرنا طرفاً من منهجهم؛ انغلاقاً وجموداً وتطرفاً, فإن هذا الذي يقابلون به اليوم هو عين الظلم والتجني.
القضية خطيرة, فهي لا تمس فئة مهمشة, وقليلة العدد, وعديمة العدة والوسائل, بل هم تنظيم فاعل, واسع, نوعي الأفراد, والتوجه, واللحمة.. الجنون بعينه تأجيج روح العداء ضدهم! هم من صفوة أبناء مصر, علماً, وعملاً, وفضلاً.. ليسوا حمقى ليقفوا وراء ما يتهمون به من تفجيرات, لن يغرزوا أكبر المسامير في نعوشهم, وبأيديهم. فأين العقلاء, أين الوطنيون, أين من يأبه للحمة الأمة, ولدماء الأبرياء التي ستسيل في مجرى هذه الفتنة التي لن تبقي ولن تذر..
لابد من وساطة للإصلاح بين دولة مصر وإخوانها, لن نتركهم تستخفهم الأهواء, وتعصف بهم ريح هوس غربة الدين.. قال تعالى" واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة"!.
نبيلة الوليدي
الهوس الممنهج!! 1377