في عهد ما قبل ثورة 11فبراير كنا نشكو من سياحة الفاسدين في مراكز القوة ..! كان ما يحدث حينها محيراً, بدوا وكأنهم يكافئون المجرم على جرائمه بمنحه مساحات أكبر للتوسع في ممارسة الإجرام, بطرق شتى, وببقاع
عدة!!
واليوم ها هو الضبع المسعور, الذي ما تزال أنيابه تقطر من دماء الثوار السلميين في الحالمة تعز, يظهر في الضالع بوجه أشد قبحاً وبمخالب أفتك سما..!
سالت الدماء البريئة من مجلس العزاء في أرض الجنوب, الذي يستميت ليجد له بقعة أمان في عالم المصالح البغيضة, وتسلط قيم المادة, وهيمنة القطب الواحد الهمجي ..!
والمفارقة المخزية, المبكية هو ما تتناقله وسائل الإعلام الرسمية من أحوال رئيس الجمهورية المنشغل بتوزيع الجوائز..!
يبدو أن خط النت مقطوع عن دار منزل الرئيس, ويبدو أن جواله انتهى شحنه, وواضح تماما أنه غائب, أو مغيب عن متابعة الحدث الذي انفطر لهول فظائعه قلوب المشاهدين في طول الوطن وعرضه!
وأما العالم القبيح, بوسائل إعلامه الكاذبة, ودبلوماسيته المداهنة فلم يتطرق لذكر الحادث, فضلا عن شجبه!
جنوب اليمن يحترق ببطء منذ عقود.. في البدء لم تعل مطالبه لفوق سقف رد الحقوق, لكنه لم يجد أذنا مصغية, ولا مروءة وفيه, ولا ذمة ملبية..!
صاح وانتحب, وتشظت روحه استجداء لضمائر من لا يرقبون في مؤمن ولا أخ إلاً ولا ذمة..!
ومرت سنوات كئيبة, عاشها في متاهات التغييب, والتصفيات الجسدية..!
واليوم جاء دور حرب الإبادة..!
ها هو الفرمان العالمي الصامت, يصدر في الخفاء؛ ليقتل نصف اليمن, بعدما قرر تشظيتها..!
ما هو ذنب شعب الجنوب الأبي؛ ليذبح من الوريد للوريد, بدم بارد؟!
هل جريمته أنه صدق بأن ثمة إرادة مستقلة لبلده العريق, وأن بمقدوره بناء دولة عظمى باتحاده مع نصفه المتسلط عليه عصابة لصوص, ومرتزقة, وشذاذ آفاق..؟!
كفوا شروركم, وضباعكم عن أبناء الجنوب, لن يمكنكم تنفيذ سيناريو "الهنود الحمر" هناك, فهم ليسوا قلة؛ بل إن كل رجل منهم بألف, ولهم عزم يفل الحديد!
لكل من تسول له نفسه قهر هذا الشعب نقول:
كسر الجنوب محال, لأن الأوطان تقاس شوكتها بعرامة نفوس أبنائها, لا بعددهم, وتعلو مكانتها بعلو همة شعوبها..!
وإن الجنوبي يرضع من لبان أمه الوطنية ممزوجة بعرق نضال أبيه, ومعتقة بعزم أجداده, ونبل تاريخه, فأنى لكم كسر هذا..؟!
نبيلة الوليدي
الضبع المسعور ودراما الهنود الحمر ..!! 1266