إن ملأ قريش العصر الذين حكموا حقبة ما قبل ثورات الشعوب ،والذين كانوا ومازال البعض يستمد شرعيته من العمالة لقوى خارجية ،ولا يستمدون شرعيتهم من الشعوب ، هؤلاء عقولهم الباطنة لم تتخلص من حقبة زمن الستار الحديدي ،والذين ما زالوا يقودون الثورات المضادة بمخلفات وحثالات وقتلة وقطاع طرق.. ملأ الحقبة الماضية، لن يستطيعوا إعادة عجلة التغيير اللي الوراء، ولكن أن يعرقلوا, أن يؤخروا ممكن ،ولكن أن يعودوا فلا لماذا ؟..لأن زمن الاتفاقات السرية مع الاستخبارات الإسرائيلية والغربية والأمريكية والروسية لم تعد قادرة على الصمود أمام ثورة المعلومات صوت وصورة العابرة للقارات..
لقد ولى زمن الحزب الواحد ،والمذهب الواحد، والطائفية الوحدة، والتوجه الواحد ،والشيخ الواحد إلى غير رجعه وكذلك كهنوت الدين المرتبط بالحكام المستبدين أصحاب الفتاوى السلطانية لم يعد لهم قيمة أمام الوعي بالإسلام العابر للقارات ،ومن يعتقد أنه سوف يستطيع السيطرة على الشعب والبلاد بمفرده ويقصى الآخرين وتحت أي مسمى, فهو واهم ولا يدرك تغيرات الواقع ولهذا تحول ملأ الحكم السابق إلى عصابات وقتلة ومجرمين ،ولم يفهموا أن زمن الصمت وكسر حاجز الخوف تحقق بفضل الثورة الشعبية ،ووعت غالب الشعوب العربية وفهمت اللعبة وأدركت من هم الكذابين؟ من العملاء؟ من الخونة؟ من عبيد البيادات؟ من عبيد الدولار؟.
وعرف البسطاء والكادحون طريقهم إلى الحرية والعدالة والحياة الكريمة ،وصار العالم قرية واحدة بفضل التطور الكبير في وسائل الاتصال، أن قادة حلقة الماضي التقليدي المحنطين بجبب قداسات الشعارات ،والخوف الزائف علي الوحدة والتمزق ووو..إلخ. وهم سبب كل مانحن فيه ،بسبب فكرهم العفن وأرواحهم الشريرة المليئة بشياطين الفيد والنهب والقتل والتآمر ،وهم بكل أرواحهم الشيطانية يسعون إلى إيقاف عجلة التغيير وإعاقة قطار الحرية الذي تحرك خلال ثورات الربيع العربي ،التي انطلقت في العام 2011 , معتقدين بان ما حدث مجرد موجة يسهل السيطرة عليها كما سيطروا على كل الثورات السابقة وأفرغوها من محتواها بتحالفاتهم" العسقبلية" ،والاستخباراتية ،وهمهم إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليها أيام الاستبداد ،والحاكم الفرد وزادهم تشجيع انقلاب عسكر مصر الهمجي المدعوم إسرائيلياً وخليجياً من أبي لهب العصر الذي لم يقرأ ولم يفهم قول الله "تبت يدا أبي لهب وتب ،ما أغنى عنه ماله وما كسب ،سيصلي نارا ذات لهب... ".
نقول لهم: هيهات أن يكون لهم ذلك ,فقطار التغيير تحرك ،وفاتهم القطار، وقد تحرك قطار ثورات الشعوب ،وسوف يصل إلى هدفه ،رغم كل الجدل والعراقيل والعوائق، لان التغيير والتبديل والتحول سنة كونية ربانية.. " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".. والله الموفق.
محمد سيف عبدالله
حكام ما قبل الثورات وحكام البترودولار 1322